الأحد، 15 نوفمبر 2015

                                                بانوراما أخبار العرب الثقافية
يحررها : بدرالدين حسن علي
                                             السيرة الذاتية للفنان الفكي عبدالرحمن

                                 من مواليد مدينة تنقاسي بالولاية الشمالية في العام 1933 ، تلقى دراسته بخلوة الشيخ عبد الله بتنقاسي ثم خلوة الشيخ محمد صالح ، وفي العام 1937 سافرت أسرته إلى مدينة عطبرة للاستقرار بها حيث التحق بالمدرسة الابتدائية الثانية بعطبرة  ،وفي نوفمبر 1944 شد الرحال إلى مدينة الدويم للدراسة بمعهد التربية
ببخت الرضا  ، كون وهو طالب بمعهد التربية ببخت الرضا فرقة تمثيل وإن لم تكن الأولى ولكن كانت الأقوى أنداك وكان قد سبقه في ذلك الأستاذ المربي والكاتب المسرحي عبد الرحمن علي طه حيث كانت تقوم تلك الفرقة بتمثيل مسرحيات وليم شكسبير بمسرح بخت الرضا العتيق ، وفي العام 1950 م تخرج من المعهد وعمل بعد ذلك بنفس المعهد
                                 في العام 1953 م تم ابتعاثه لمصر لدراسة المسرح بالمعهد العالي للتمثيل بالقاهرة  ،وقام الأستاذان جورج ابيض صاحب الفرقة المسرحية الشهيرة (فرقة جورج ابيض) وعزيز أباظة وهو شاعر ومؤلف مسرحي بوضع برنامج يتناسب مع إمكانياته وخبراته السابقة ،  حيث كان تحت إشرافهما المباشر وتعلم منها الكثير نظريا وعلميا ،  وزامل خلال تلك الفترة الممثل الكبير الراحل حمدي غيث والممثلة زهرة العلا  ،ومن الطلبة السودانيين خالد أبوالروس  والذي كان يدرس على نفقته الخاصة ،  وبعد تخرجه لم يعد للسودان ولكنه عمل بالخارج, كما كان يزور حينها المعهد طالب سوداني يدرس الطب ويهوى المسرح ويتعلمه طالبا غير نظامي وهو الدكتور علي البدوي المبارك مؤلف مسرحية الدهباية  ،وفي المجالات الأخرى من المبعوثين كان شريف أحمد خاطر للتربية وعمر حسين راسخ للفنون التشكيلية  ، وعاد بعد ذلك للسودان لمواصلة عمله ببخت الرضا
                                في العام 1956 م تم ابتعاثه إلى المملكة المتحدة لدراسة التربية وزامل خلال   تلك الفترة بعض الطلاب غير المبعوثين واللذين كانوا يدرسون على نفقتهم الخاصة  مثل أحمد المهدي و الصادق المهدي و سامي محمد أحمد المحجوب وشقيقه سيد و بدر الدين هباني ،  وعمل الفكي عبد الرحمن خلال تلك  الفترة باتحاد الطلاب والذي كان من اعضائه الصادق المهدي ونفيسة احمد الأمين ومحمد خير عثمان ،
                                          ووصف ذلك الاتحاد (بالاتحاد القوي) لانه قام وللمرة الأولى بالمملكة المتحدة بقيادة أكبر مظاهرة للعرب ضد العدوان الثلاثي على مصر  ، وشارك خلال  تلك الفترة مع هيئة الإذاعة البريطانية بتقديم بعض اعمال شكسبير باللغة العربية ، وكان يقوم بإخراج تلك الأعمال الكاتب الكبير الطيب صالح
                                    عاد إلى السودان ومرة أخرى
تم ابتعاثه إلى بريطانيا لدراسة المسرح في الفترة من العام 1961 م إلى العام 1963 م ، وعند عودته طلبت منه وزارة المعارف العودة لبخت الرضا ولكن تعذر عليه العودة وجدانيا وفكريا لبخت الرضا ، وظل الأمر معلقا إلى أن التحق للعمل بمعهد مريدي ، والذي تم نقله إلى الشمال بفعل الحرب  ،حيث قام بتدريس مواد التاريخ والتربية الوطنية والمسرح   ، وكون فريق عمل بمعهد مريدي  ،وامتد جهده وقام ايضا بتكوين فريق عمل مسرحي بمعهد الدراسات بواسطةا سعاد إبراهيم محمد ، وبمعهد تدريب المعلمين العالي بام درمان وبمعهد تدريب المعلمات بأم درمان وبالمعهد الفني ( جامعة السودان حاليا) وقدم طلبته مسرحيات مجنون ليلى للشاعر أحمد شوقي والحاكم بأمر الله للكاتب توفيق الحكيم
                                    طلب منه أبو عاقلة يوسف بعد ذلك تأسيس قسم التمثيليات في الإذاعة السودانية وقبل التكليف ، وأستأذن عميد معهد مريدي فوافق  ،وفي بداية عمله قام بتصنيف المتعاونين معه إلى فئات ثلاثة على ان يكون هذا حسب اختبارات المعرفة العامة والتجربة المهنية ، وطالب رفع الأجر من خمسين قرشا إلى خمسة جنيهات وان تعد الإذاعة أحد الاستديو هات ليكون للعمل الدرامي  ،وأن يتم تزويده بمكتبة موسيقية ومؤثرات موسيقية للاستفادة منها في عمل الأصوات والمؤثرات التي تحتاجها التمثيليات ، ووافقت الإذاعة على تلك الاقتراحات ، في 1967/6/5 م تم تعيين الفكي عبد الرحمن مديرا للمسرح القومي السوداني والذي كان احد ملحقات الإذاعة ، وكان هذا التاريخ بداية تحول هأم في مسيرة المسرح القومي بام درمان  ،والذي صار مصلحة حكومية مستقلة لها مقوماتها وشخصيتها الاعتبارية وبنياتها الأساسية ، وقام بجهد كبير في انشاء بنياته الاساسية من صالة وخشبة ومكاتب الى ان بدا ذلك المسرح المبنى يتحول الى حركة مسرحية جادة منتظمة  ،وهو اول من بدا تطبيق ما يعرف بالموسم المسرحي وفق مقاييس اختيار النصوص التي تبدأ بالمحلي مرورا بالعربي فالأفريقي ثم العالمي  ،واتاح فرص الدراسة والتدريب لمعظم العاملين في بعثات تخصصية .
                                          يعتبر يوم 1967/10/22 م يوم خالد في تاريخ المسرح السوداني حيث تم وضع مايسمى بالموسم المسرحي الفني  ،وكانت باكورة ذلك مسرحية المك نمر من تأليف إبراهيم العبادي ومن اخراج الفكي عبد الرحمن ، وقد حققت تلك المسرحية نجاحا منقطع النظير ، لتتوالى بعد ذلك العروض المسرحية فكانت مسرحية (سنار المحروسة ) تأليف واخراج الطاهر شبيكة ، ومسرحية (إبليس) من تأليف خالد ابو الروس ومن اخراج أحمد عثمان عيسى  ،ومسرحية (أكل عيش ) تأليف واخراج الفاضل سعيد ، ليتم وضعالأساس  لنهضة مسرحية جديدة وكتابة تاريخ جديد للمسرح السوداني  .
                                       في أواخر العام 1972 م عين مديرا للفرقة القومية للفنون الشعبية والاستعراضية وفرقة العرائس المسرحية حتى العام 1974 م  ،وقام بضخ دماء جديدة للفرقة  ،واقنع وزارة المالية بخلق اربعين وظيفة بتعيين راقصين وراقصات من خريجي المدارس العليا  ،وان تهتم الدولة بأمر الفن الشعبي في مراحل التعليم المختلفة  ،ولازالت تلك الفرقة والى الان تقوم بتمثيلها المشرف للسودان في كثير من المحافل والمناسبات والمهرجانات الخارجية  ،وله كذلك الفضل في إنشاء فرقة الاكروبات السودانية في تلك الفترة واصبح مديرا لها عند إنشائها  ،وتولى بعد ذلك إدارة مركز الدراسات الفلكلورية ونفذ الكثير من المشاريع الثقافية وطاف  معظم انحاء السودان  ،واقام العديد من المعارض ، وله الفضل في تعيين الباحث الراحل الطيب محمد الطيب بمركز الدراسات الفلكلورية وذلك للاستفادة من امكانياته كرجل موسوعة في هذا المجال  ،واصدر مجلة وازا الفلكلورية ،. وطلب ان ينقل الى مصلحة السجون لان له مشروع يريد ان ينفذه وهو (السايكو – دراما) وهو تجريب الدراما مع المساجين وعن طريق هذا العمل المسرحي تستطيع ان تنفذ الى نفسياتهم ومعرفة مايعينهم ليكونوا اسوياء
توفي الفكي عبد الرحمن في منتصف العام 2002

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق