الكويت التي في خاطري " 1 "
برتقالة أنت ونحن بعض الرحيق
بقلم : بدرالدين حسن علي
كتبت في الماضي القريب بعض ذكريات عن السودان ، وخاصة فترة تواجدي ب " الحوش " الإذاعة والتلفزيون و المسرح القومي بأم درمان للفترة من 1968 وحتى عام 1975 السنة التي تم فيها فصلي من العمل في عهد حكومة مايو ، بخطاب مطول بتوقيع بونا ملوال وكان وقتها وزير دولة بالإعلام ، معظمه ترهات وأكاذيب وكان تتويجا لسلسلة من النقل التعسفي والتحقيقات والإعتقالات ، وهي ذات الفترة التي درست فيها بجامعة القاهرة لأشهر قليلة والإنتقال إلى معهد الموسيقى والمسرح بناء على رغبة خالي الراحل المقيم الفكي عبد الرحمن ، إلى أن أرغمتني الأسرة على ترك السودان ، فكانت أول محطة هي مصر ثم العراق فالكويت ، وحاليا في كندا .
الكويت التي أعرفها
زرت الكثير من البلدان العربية والإفريقية والأوروبية ، ولكن طاب لي المقام في ثلاث بلدان عربية هي : مصر – العراق والكويت ، ولي فيها جميعا ذكريات حميمة جدا تستحق أن يعرفها الناس ، كتبت من قبل عن مصر وعن شعبها ومثقفيها ، وكتبت أيضا عن العراق ،لذا سيكون تركيزي في هذه الحلقة عن الكويت لأني عشت فيها للفترة من عام 1978 وحتى عام 1990 ذلك يعني 12 عاما هي من أهم سنوات حياتي ، وما كنت سأخرج منها لولا الغزو العراقي
كانت أول محطة لي في الكويت مع إذاعتها التي دامت نحو عام كامل ، ثم إنتقلت إلى الإتحاد العام لعمال الكويت حيث أسست مع بعض الشباب فرقة المسرح العمالي ، بدأت بإعطائهم دروس في المسرح ، تاريخه ونظريات التمثيل بتركيز شديد على تجارب الروسي ستانسلافسكي وهو من أكبر خبراء المسرح والتمثيل في العالم وله كتاب مشهور بعنوان " إعداد الممثل " ،و مستفيدا من الفترة التي قضيتها أستاذا بالمعهد العالي للموسيقى والمسرح 1973 – 1975 ، ثم إنتقلت بهم إلى التدريب العملي لفن التمثيل ، كانت المجموعة تتكون من عشرة أفراد هم اليوم من كبار الممثلين في الكويت .
أخرجت للفرقة مسرحيتين ، الأولى كانت بعنوان "عمال" وهي من فصلين وتأليفي باللغة العربية الفصحى وقام الممثل الكويتي سمير القلاف بتكويتها ، كان العرض المسرحي أكثر من رائع ، جذب تقريبا معظم جمهور العاملين في القطاعين الحكومي والنفطي ، أما المسرحية الثانية فكانت بعنوان " حكاية الرجل الذي أصبح كلبا " وهي أيضا من فصلين للكاتب المسرحي أوزفالد دراكون ومن إعداد الفنان العراقي المسرحي الراحل قاسم محمد وكان من أعز أصدقائي الذين تعرفت عليهم في مشواري مع المسرح .
المسرحية لفتت إنتباه الكثيرين من رواد المسرح الكويتي وكتبت عنها الصحافة الكويتية أشادت فيها بفرقة المسرح العمالي باعتبارها فرقة حديثة ولها مستقبل في حركة المسرح الكويتي ، وهي ذات المسرحية التي عرفتني بأهم المسرحيين الكويتيين وعلى رأسهم صقر الرشود وغانم الصالح ، وكان مكان العرض هو مسرح الإتحاد العام لعمال الكويت بميدان حولي ، ما كان من الممكن عرض المسرحية على مسارح الكويت نظرا لضعف الإمكانيات المادية ، إلا أن تجربة المسرحيتين تبقى ذكرى حميمة جدا كم كنت أود أن تستمر لولا القرار المفاجيء الذي صدر بتكليفي إدارة معهد الثقافة العمالية التابع للإتحاد العام لعمال الكويت . وهكذا قضيت في الكويت 12 عاما تعتبر من أجمل وأروع سنوات العمر ، فقد تمكنت خلال هذه السنوات من زيارة العديد من الدول العربية والأجنبية ، وتوجت أيضا من الفنانة السينمائية الراحلة المقيمة حوريه حسن حاكم وأنجبت كريمتي مهيرة وهي اليوم مخرجة تلفزيونية ليكتمل المثلث المعروف مسرح – سينما وتلفزيون .
برتقالة أنت ونحن بعض الرحيق
بقلم : بدرالدين حسن علي
كتبت في الماضي القريب بعض ذكريات عن السودان ، وخاصة فترة تواجدي ب " الحوش " الإذاعة والتلفزيون و المسرح القومي بأم درمان للفترة من 1968 وحتى عام 1975 السنة التي تم فيها فصلي من العمل في عهد حكومة مايو ، بخطاب مطول بتوقيع بونا ملوال وكان وقتها وزير دولة بالإعلام ، معظمه ترهات وأكاذيب وكان تتويجا لسلسلة من النقل التعسفي والتحقيقات والإعتقالات ، وهي ذات الفترة التي درست فيها بجامعة القاهرة لأشهر قليلة والإنتقال إلى معهد الموسيقى والمسرح بناء على رغبة خالي الراحل المقيم الفكي عبد الرحمن ، إلى أن أرغمتني الأسرة على ترك السودان ، فكانت أول محطة هي مصر ثم العراق فالكويت ، وحاليا في كندا .
الكويت التي أعرفها
زرت الكثير من البلدان العربية والإفريقية والأوروبية ، ولكن طاب لي المقام في ثلاث بلدان عربية هي : مصر – العراق والكويت ، ولي فيها جميعا ذكريات حميمة جدا تستحق أن يعرفها الناس ، كتبت من قبل عن مصر وعن شعبها ومثقفيها ، وكتبت أيضا عن العراق ،لذا سيكون تركيزي في هذه الحلقة عن الكويت لأني عشت فيها للفترة من عام 1978 وحتى عام 1990 ذلك يعني 12 عاما هي من أهم سنوات حياتي ، وما كنت سأخرج منها لولا الغزو العراقي
كانت أول محطة لي في الكويت مع إذاعتها التي دامت نحو عام كامل ، ثم إنتقلت إلى الإتحاد العام لعمال الكويت حيث أسست مع بعض الشباب فرقة المسرح العمالي ، بدأت بإعطائهم دروس في المسرح ، تاريخه ونظريات التمثيل بتركيز شديد على تجارب الروسي ستانسلافسكي وهو من أكبر خبراء المسرح والتمثيل في العالم وله كتاب مشهور بعنوان " إعداد الممثل " ،و مستفيدا من الفترة التي قضيتها أستاذا بالمعهد العالي للموسيقى والمسرح 1973 – 1975 ، ثم إنتقلت بهم إلى التدريب العملي لفن التمثيل ، كانت المجموعة تتكون من عشرة أفراد هم اليوم من كبار الممثلين في الكويت .
أخرجت للفرقة مسرحيتين ، الأولى كانت بعنوان "عمال" وهي من فصلين وتأليفي باللغة العربية الفصحى وقام الممثل الكويتي سمير القلاف بتكويتها ، كان العرض المسرحي أكثر من رائع ، جذب تقريبا معظم جمهور العاملين في القطاعين الحكومي والنفطي ، أما المسرحية الثانية فكانت بعنوان " حكاية الرجل الذي أصبح كلبا " وهي أيضا من فصلين للكاتب المسرحي أوزفالد دراكون ومن إعداد الفنان العراقي المسرحي الراحل قاسم محمد وكان من أعز أصدقائي الذين تعرفت عليهم في مشواري مع المسرح .
المسرحية لفتت إنتباه الكثيرين من رواد المسرح الكويتي وكتبت عنها الصحافة الكويتية أشادت فيها بفرقة المسرح العمالي باعتبارها فرقة حديثة ولها مستقبل في حركة المسرح الكويتي ، وهي ذات المسرحية التي عرفتني بأهم المسرحيين الكويتيين وعلى رأسهم صقر الرشود وغانم الصالح ، وكان مكان العرض هو مسرح الإتحاد العام لعمال الكويت بميدان حولي ، ما كان من الممكن عرض المسرحية على مسارح الكويت نظرا لضعف الإمكانيات المادية ، إلا أن تجربة المسرحيتين تبقى ذكرى حميمة جدا كم كنت أود أن تستمر لولا القرار المفاجيء الذي صدر بتكليفي إدارة معهد الثقافة العمالية التابع للإتحاد العام لعمال الكويت . وهكذا قضيت في الكويت 12 عاما تعتبر من أجمل وأروع سنوات العمر ، فقد تمكنت خلال هذه السنوات من زيارة العديد من الدول العربية والأجنبية ، وتوجت أيضا من الفنانة السينمائية الراحلة المقيمة حوريه حسن حاكم وأنجبت كريمتي مهيرة وهي اليوم مخرجة تلفزيونية ليكتمل المثلث المعروف مسرح – سينما وتلفزيون .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق