الجمعة، 20 يناير 2017

ما بين جزارة الواق واق  والمعلاق  
بقلم : بدرالدين حسن علي  
العراقيون يستخدمون كثيرا كلمة " معلاق " فعرفت أنها تعني " الكبدة " .
 السودانيون يستخدمون كثيرا جملة "الواق واق "أنا أيضا أستخدمها في بعض
مقالاتي ، سألت عراقي ما هي حكاية المعلاق ؟ قال لي والله أغاتي ما أدري ! سألت سودانيا ما هي حكاية الواق
واق ؟ قال لي والله يا زول ما عارف ،  كان أستاذنا في المرحلة الوسطى يعتبر من عشاقها لكثرة  
 ترديدها ، قلت يجب أن أعرف المعنى ، وبالطبع لجأت إلى " جوجل " هالني ما قرأت  ، شيء شبيه بملاحم الأغاريق في العصر القديم ، عالم فيه الكثير من التشويق والمتعة ، ولكن لا بد من التلخيص، وها أنا ألخص ما قرأت :    
 بلاد الواق واق كانت   إحدى خيالاتُ العربِ قديماً عن البلادِ البعيدة المنال،  فأورثونا في اللغةِ خيالهم، لنعبّر اليوم عن البلادِ البعيدة المنفية المستحيلة بمصطلحاتٍ مثل   " الواق واق ، وجاي من الواق واق"
واحد جزار عندو ملحمة في الحارة الخامسة وكانت آخر حارة في الثورات القديمة لأنو الحارة السادسة كانت
 فاضية  ، سماها جزارة الواق واق .                                  
 إن من أول القصص التي حيكت عن هذه البلادِ تعود إلى ما يقارب القرن العاشر الميلادي، والتي يُحكى فيها عن جزيرةٍ فيها شجرةٌ ضخمةٌ غريبة، أوراقُها إما دائرية أو مستطيلة، وثمارُها تشبه ثمار القرع واليقطين، ولكنها أضخم وأكبر ولها هيئةُ البشر، عندما تضرُبُها الريحُ تصدر أصواتاً، وعندما تقطفُ من غُصنها تفقدُ يباستها وتلين وترخو.
في القرن الثاني عشر الميلادي  أخذت الحكايا عن الجزيرة معاني مختلفة، حيثُ يُحكى  أن الواق واق هي أكبر وأهم جزيرة تقعُ عند حدود بحر الصين، وبالتحديد عند النهاية الشرقية للعالم المأهول، وسُميت بالواق واق لأن فيها أشجاراً ضخمة تلدُ ثمارها في شهر مارس والذي يكون في البداية كثمر البلح ،  عندما يبدأ هذا الثمرُ بالتكون، يكون في اليوم الأول كقدمٍ واحدة من أقدام الفتيات الصغيرات، وفي اليوم الثاني تصير القدمُ قدمين، وفي اليوم الثالث تظهرُ الأفخاذ. ويستمر جسدُ الثمرة بالتشكل حتى يكتمل في اليوم الأخير من شهرِ ابريل ، وفي الأول من شهرِ مايو ، يتكونُ الرأس فتكتملُ الثمرة،  تعلّقُ هذه الثمار من شعورِها، ليكون شكلُها على هيئة نساء لا مثيل لهن في الجمال. في بدايات شهر  يونيو ، تبدأ هذه الثمارُ في التساقطِ، ومع حلول منتصفِ الشهر، لا يبقى أي ثمرةٍ على الشجرة. عند سقوطِ هذه الثمرة، تصدر صوتاً يصيح “واق واق”، وعند وصولها الأرض، تكون الثمرة أبهى وأجمل من أن تصفها الكلمات، ولكن بلا حياةٍ أو عظمٍ أو
 روح .
في القرن الثالث عشر الميلادي، بدأت الحكايا تُقصُّ عن قاطني هذه البلاد، فهي جزيرةٌ للنساء، تحكمها إمرأةٌ تجلسُ على عرشها عارية، يكللُ رأسها تاج، ويحيط بها أربعةُ آلاف جارية، جميعهن صغارٌ عذارى وعاريات. تسمعُ هؤلاء النسوة أصوات ثمارِ شجرة الواق واق حين سقوطها وهي تصيحُ “واق واق” ويفهمن مغزاها، فيتشاءمن ويتطيرن بها!
كان يسمعُ أبناءُ العرب قصصاً عن غنى هذه البلاد، ففيها من الذهب الكثير، حتى أن أهلها يرتدون قمصاناً منسوجة من الذهب، كما يُلبسون حيواناتهم أطواقاً من الذهب .
ذكر الرحالة العربي إبن بطوطة بلاد الواق واق، حيثُ قال أن اسمها مأخوذٌ من اللغةِ الصينية، حيثُ كان يصف الصينيون البلاد التي تُعرف اليوم باليابان ببلاد “واكو واكو”، أما الإدريسي الذي قام برسم خارطة للعالم القديم، فقد قام بوضع موقع بلاد الواق واق عند جهة الجنوب الشرقي الإفريقي، عند إقليمٍ كان يسمى سفالا، عند جزيرة مدغشقر
أما حكايات ألف ليلة وليلة،    فلا يمكنك     الوصول إلى جزرِ الواق واق حتى لو ساعدتك مخلوقات الجن التي تجولُ النجوم الهائمة، لأن ما بينك وبينها سبعةُ أودية، وسبعة بِحار، وسبعة جبال
 شاسعة .
أليست فعلا قصة من قصص ألف ليلة وليلة ، فيها الكثير من التشويق والمتعة ؟
في مرة قادمة ساحدثكم عن المعلاق في بلاد الواق واق ! 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق