الحوت المثال والنموذج : من حياة الفقر إلى
حياة الإبداع
من جائزة الدفاتر والأقلام إلى جائزة
الشعب الرهيب
بقلم : بدرالدين حسن علي
شايلين غناك
ومغرمين بمحبتك
أسعدت مليون بغناك
يا ريتنا نقدر
نسعدك
هذه الأبيات من
قصيدة طويلة للشاعرة سلمى على محمد الحسن حفظتها عن ظهر قلب منذ قرأتها ، تذكرتها
يوم الأحد الماضي حيث أقيمت بدار الجالية السودانية في تورنتو وكنشاط تطوعي - صرف عليه نفر من السودانيين من حر مالهم - الذكرى السنوية للرحيل النبيل لفنان الشعب
محمود عبد العزيز محمد علي ، الذي أطلق
عليه الشعب العديد من الألقاب مثل : الجان ،
سيدا ، الحوت وغير ذلك ، بدأ حياته كممثل
يلعب مع الأطفال بتلفزيون السودان ، وكنا نظنه مشروع ممثل مسرحي في المستقبل ،
فانطلق بثقة غير معهودة في عالم الغناء فأصبح في غضون سنوات "معبود الجماهير " ، شاهدت الآلاف من البشر يرددون
أغانيه ، ويفعلون ما يفعل ويرتدون ما يضغه على جسمه النحيل ، وعندما وجدت شقيقي
أحدهم سألته فقال لي " محمود وبس " وأصابتني العدوى فتحولت من "
دقة قديمة إلى حوتاية صغيرة " .
منذ
الصباح الباكر من يوم الأحد 24/يناير وأنا ما عندي شغلة سوى إنتظار موعد التأبين ،
ولم يخذلني شباب هذا الجيل ، لم تخذلني سناء الديب ، ولا أبوبكر سنادة ولا
عبدالقادر سليمان ولا علي ضرار ولا تاج الختم نوري ، وعشت بصدق شديد كل فقرات
البرنامج وفي صدارتها أغاني الحوت المختارة من بين 205 أغنية جميعها درر الأغاني
السودانية ، والرسائل الصوتية وصوت يحي
فضل الله وعبدالله الكردفاني وإسماعيل عبدالجبار ، وفوجئت بحضور الموسيقار عاصم الطيب قرشي الذي عطر الأمسية بحديثه الرطب وعزفه الذي يكشف
عن نبوغه
إلى جانب كاميرا عبدالعظيم جوجوي وكاميرات
التصوير الفوتوغرافي الأخرى .
إبتدر التأبين الحفلة عبدالقادر سليمان
بكلمة رصينة مختصرة عن محمود عبدالعزيز عبرت بصدق شديد عن شخصية محمود عبدالعزيز
وشكر فيها الداعمين للتأبين وللجمهور الكريم ، وتخللت الأمسية الكثير من أغاني
الحوت .
مثل هذه الفعاليات تقلل من الإحتقان ،
وتقلل من مرض الحسد والعنجهية الفارغة وتعمق الإرتباط بالوطن وبالناس وتبعد عنا شر
الخصومة وازدراء الآخر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق