الاثنين، 25 يناير 2016

الحوت المثال والنموذج : من حياة الفقر إلى حياة الإبداع
من جائزة الدفاتر والأقلام إلى   جائزة   الشعب   الرهيب
بقلم : بدرالدين حسن علي
                              شايلين غناك
                            ومغرمين بمحبتك
                              أسعدت مليون بغناك
                             يا ريتنا نقدر نسعدك
                            هذه الأبيات من قصيدة طويلة للشاعرة سلمى على محمد الحسن حفظتها عن ظهر قلب منذ قرأتها ، تذكرتها يوم الأحد الماضي حيث أقيمت بدار الجالية السودانية في تورنتو  وكنشاط تطوعي  - صرف عليه نفر من السودانيين من حر مالهم  - الذكرى السنوية للرحيل النبيل لفنان الشعب محمود عبد العزيز محمد علي  ، الذي أطلق عليه الشعب العديد من الألقاب مثل : الجان ،
سيدا ، الحوت وغير ذلك ، بدأ حياته كممثل يلعب مع الأطفال بتلفزيون السودان ، وكنا نظنه مشروع ممثل مسرحي في المستقبل ، فانطلق بثقة غير معهودة في عالم الغناء فأصبح في غضون سنوات "معبود  الجماهير " ، شاهدت الآلاف من البشر يرددون أغانيه ، ويفعلون ما يفعل ويرتدون ما يضغه على جسمه النحيل ، وعندما وجدت شقيقي أحدهم سألته فقال لي " محمود وبس " وأصابتني العدوى فتحولت من " دقة قديمة إلى حوتاية  صغيرة " .
 منذ الصباح الباكر من يوم الأحد 24/يناير وأنا ما عندي شغلة سوى إنتظار موعد التأبين ، ولم يخذلني شباب هذا الجيل ، لم تخذلني سناء الديب ، ولا أبوبكر سنادة ولا عبدالقادر سليمان ولا علي ضرار ولا تاج الختم نوري ، وعشت بصدق شديد كل فقرات البرنامج وفي صدارتها أغاني الحوت المختارة من بين 205 أغنية جميعها درر الأغاني السودانية  ، والرسائل الصوتية وصوت يحي فضل الله وعبدالله الكردفاني وإسماعيل عبدالجبار ،  وفوجئت بحضور الموسيقار عاصم الطيب قرشي  الذي عطر الأمسية بحديثه الرطب وعزفه الذي يكشف عن نبوغه
إلى جانب كاميرا عبدالعظيم جوجوي وكاميرات التصوير الفوتوغرافي الأخرى .
إبتدر التأبين الحفلة عبدالقادر سليمان بكلمة رصينة مختصرة عن محمود عبدالعزيز عبرت بصدق شديد عن شخصية محمود عبدالعزيز وشكر فيها الداعمين للتأبين وللجمهور الكريم ، وتخللت الأمسية الكثير من أغاني الحوت .

مثل هذه الفعاليات تقلل من الإحتقان ، وتقلل من مرض الحسد والعنجهية الفارغة وتعمق الإرتباط بالوطن وبالناس وتبعد عنا شر الخصومة وازدراء الآخر .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق