الجمعة، 18 ديسمبر 2015

                           فيلم مولد يا دنيا
بقلم :بدرالدين حسن علي
                                المولد النبوي الشريف مناسبة دينية ينبغي إحلالها واحترامها ، خاصة هي ميلاد الرسول
 محمد بن عبدالله " ص " ، السينما لن تغفل مثل هذه المناسبات وقدمت الكثير من الأفلام الإسلامية والدينية
 مثل : فجر الإسلام ، الرسالة، وا إسلاماه ، الشيماء وبلال مؤذن الرسول ، وهذا الفيلم بالذات يذكرني بالسخرية العراقية المشهورة ضد صدام حسين عندما يصيح الجمهور في سينما المنصور " وقع وقع " فأضحك وأندمج مع هذا الشعب الواعي المتفتح .
                                  عندما تم تعييني مديرا لرقابة الأفلام براديو وتلفزيون العرب ART كانت من بين مهامي كتابة تقارير عن الأفلام التي أوردتها سابقا ، ولكني فوجئت بمحمد الشيخ الذي تم تعيينه مسؤولا عن أشرطة البيتكام وال vhs يحمل فيلم مولد يا دنيا طالبا مراقبته وإعلام السيدة الفضلى الفنانة صفاء أبو السعود ، والشيخ صالح عبدالله كامل بتقرير عن الفيلم ، إستعنت ببعض المراقبين وأصدقائي السينمائيين وسلمت الشيخ صالح عبدالله كامل تقرير وافيا عن الفيلم ، لم أنس مده بملاحظة السينمائي المعروف حسن حداد والذي يقول فيه :
 فيلم (مولد يا دنيا) الذي قدمه حسين كمال عام 1976، من بطولة عفاف راضي ومحمود ياسين، وهو الفيلم الذي احتل مركز أفضل أفلام ذلك الموسم السينمائي. حيث استمر عرضه سبعة عشر أسبوعاً. كتب قصة الفيلم يوسف السباعي مباشرة للسينما، من واقع أحداث فرقة البحيرة للفنون الشعبية، وكما رواها صاحبها ونجم الفرقة كمال نعيم للمخرج حسين كمال.
ويأتي فيلم (مولد يا دنيا) ليؤكد من جديد مقدرة حسين كمال الفنية في إخراج الأغاني والاستعراضات. فقد سبق له وقدم نموذجاً جيداً ومستحدثاً للأغنية السينمائية في فيلم (أبي فوق الشجرة)، وقد جاء فيلم (مولد يا دنيا) ليجعل للأغنية السينمائية أهمية درامية، وليست مجرد إضافة جمالية للفيلم. كذلك تجربته الناجحة التي قدمها في الثمانينات في المسرحية الكوميدية الاستعراضية (ريا وسكينة)، فقد كانت ناجحة فنياً وجماهيرياً. كما قام حسين كمال بإخراج مجموعة من أغنيات (نجاة الصغيرة) تليفزيونياً وقدمها بشكل استعراضي ناجح. كل هذا يؤكد بأن حسين كمال من بين أبرز المخرجين المصريين وأقدرهم في مجال الفيلم الاستعراضي. مما جعل المهتمين بهذه النوعية من الأفلام يتساءلون .. لماذا لا يكون هناك تخصص من قبل حسين كمال لتقديم الشكل الاستعراضي الذي أثبت فيه مقدرة ودراية.

نرجع لفيلم (مولد يا دنيا) لنتعرف على الأسباب التي جعلت منه فيلماً ناجحاً. فقد استطاع حسين كمال - وهو ينظر لشباك التذاكر - أن يجمع ما بين المواقف الكوميدية والتراجيدية والمغامرات، وبين الأغاني والاستعراضات .. استطاع أن يجانس فيما بينهما، بشكل مدروس وذكي. حيث كان ربط الحدث الدرامي بالأغنية والاستعراض موفقاً إلى حد كبير وليس زائداً أو مصطنعاً. صحيح بأن الفيلم احتوى بعض المبالغات الدرامية، إلا أن إيجابيات الفيلم كانت أكثر من سلبياته. فقد كانت هناك العديد من المشاهد الجميلة والمؤثرة، والتي استطاعت أن تكسب اهتمام الجميع.
فمثلاً فاجأنا  حسين كمال بقدرات الفنان عبد المنعم مدبولي التمثيلية التراجيدية، وذلك في مشهد أغنية (يا صبر طيب)، حيث كان واحداً من أجمل وأرق أدوار مدبولي، لإحتوائه على فلسفة ساخرة ومعاني ولمسات إنسانية عميقة. وبالرغم من أن بطولة الفيلم بطولة جماعية، إلا أن (عفاف راضي)، في أول أدوارها السينمائية، برزت من بين الجميع وكانت مقنعة في الأداء وطبيعية جداً. كما كانت هي مفاجأة حسين كمال الثانية في هذا الفيلم. يبقى أن نقول بأن حسين كمال في هذا الفيلم كان في أفضل حالاته بعد مرحلته التجريبية.
طبعا الإستعانة بالأغاني شغل أصيل من أشغال المسرح الملحمي الذي أسسه الكاتب المسرحي الكبير برتولد بريخت ، وأصبحت الأغاني من أهم الوسائل الفنية السينمائية والمسرحية ،    وأصبحت تلعب دورا تحريضيا سياسيا وإجتماعيا وثقافيا وفكريا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق