الأحد، 20 ديسمبر 2015



.
                          18 ديسمبر اليوم العالمي للغة العربية
بقلم : بدرالدين حسن علي
                          في 18 ديسمبر الماضي إحتفل العالم أجمع وخاصة العالم العربي باليوم العالمي للغة العربية، وهو يوم خصصته الأمم المتحدة للإحتفاء بهذه اللغة الجميلة ، بعد إقتراح قدمته المملكة المغربية والمملكة العربية السعودية وليبيا خلال إنعقاد الدورة 190 للمجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو ، وبذلك أصبحت اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية للأمم المتحدة .   
                         أعرف أني أقيم في بلد لغته الرسمية " الإنكليزية " التي أحبها كثيرا ، ولكني ومنذ سنوات طويلة أفتخر وأعتز بلغتي العربية ، واتضايق جدا عندما يستبدلها البعض بلغة أخرى عندما يكون متاحا الحديث عبرها ، أو عندما أعرف أن جيل اليوم سواء من الشباب أو الأطفال لا يجيد الحديث بها ، وأكثر ما يعجبني في كريمتي مهيرة أنها تمنعني تماما من التحدث إليها باللغة الإنكليزية التي تجيدها ، لأن لغتها المفضلة هي العربية .
                         وأعرف أيضا أن اللغة العربية من أصعب لغات العالم ، ولكنها من أجمل لغات العالم ، وكثيرون في هذا العالم يتمنون أن تكون العربية هي لغتهم ،وأعرف أنه قد تمت المقارنة بين 4  من أهم اللغات الحية وهي : العربية ، الإنكليزية ، الفرنسية والروسية ، إعتمادا على عدد الكلمات في كل لغة ، والتي تم ذكرها في أهم المراجع والمعاجم المتوفرة حسب كل لغة ، فاتضح أن في اللغة العربية 12.302 والإنكليزية 600.000 والفرنسية 150.000 والروسية 130.000 ، وهكذا يمكن القول أن عدد مفردات اللغة العربية عند مقارنتها باللغة الإنكليزية يساوي 25 ضعفا !!!!!
                        ومن عجائب اللغة العربية أنها لغة بالغة الثراء فيما يتعلق بالتوصيف والتسمية لنفس الشيء ، وهذه إحدى جماليات اللغة التي تجنبك التكرار وتعطي رونقا أكثر لكتابتك للإستمتاع بها ، ولعل من أكثر الأشياء التي تحمل أسماء عديدة هي " الإبل " ، ذلك المخلوق العجيب الذي يرتبط بحياة العرب – خاصة في شبه الجزيرة العربية – أكثر من أي حيوان آخر ، وذلك بسبب الطبيعة الصحراوية التي تتمتع البلدان العربية ، وقد تم ذكرها في القرآن الكريم دليلا على إعجاز الخالق خلقها ولإرتباطها  بالعرب ، قال الله سبحانه وتعالى " أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت " 17 " سورة الغاشية .
                             وهل تعلم أخي القاريء أن هناك مقولة مفادها أن الإبل وحدها تحمل 1000 إسم في اللغة العربية ؟؟؟؟وكمثال فقط نجد : الإبل ، البعير ، الجمل والناقة ! والحديث يطول حول هذا الموضوع !!!!!

الجمعة، 18 ديسمبر 2015

                           فيلم مولد يا دنيا
بقلم :بدرالدين حسن علي
                                المولد النبوي الشريف مناسبة دينية ينبغي إحلالها واحترامها ، خاصة هي ميلاد الرسول
 محمد بن عبدالله " ص " ، السينما لن تغفل مثل هذه المناسبات وقدمت الكثير من الأفلام الإسلامية والدينية
 مثل : فجر الإسلام ، الرسالة، وا إسلاماه ، الشيماء وبلال مؤذن الرسول ، وهذا الفيلم بالذات يذكرني بالسخرية العراقية المشهورة ضد صدام حسين عندما يصيح الجمهور في سينما المنصور " وقع وقع " فأضحك وأندمج مع هذا الشعب الواعي المتفتح .
                                  عندما تم تعييني مديرا لرقابة الأفلام براديو وتلفزيون العرب ART كانت من بين مهامي كتابة تقارير عن الأفلام التي أوردتها سابقا ، ولكني فوجئت بمحمد الشيخ الذي تم تعيينه مسؤولا عن أشرطة البيتكام وال vhs يحمل فيلم مولد يا دنيا طالبا مراقبته وإعلام السيدة الفضلى الفنانة صفاء أبو السعود ، والشيخ صالح عبدالله كامل بتقرير عن الفيلم ، إستعنت ببعض المراقبين وأصدقائي السينمائيين وسلمت الشيخ صالح عبدالله كامل تقرير وافيا عن الفيلم ، لم أنس مده بملاحظة السينمائي المعروف حسن حداد والذي يقول فيه :
 فيلم (مولد يا دنيا) الذي قدمه حسين كمال عام 1976، من بطولة عفاف راضي ومحمود ياسين، وهو الفيلم الذي احتل مركز أفضل أفلام ذلك الموسم السينمائي. حيث استمر عرضه سبعة عشر أسبوعاً. كتب قصة الفيلم يوسف السباعي مباشرة للسينما، من واقع أحداث فرقة البحيرة للفنون الشعبية، وكما رواها صاحبها ونجم الفرقة كمال نعيم للمخرج حسين كمال.
ويأتي فيلم (مولد يا دنيا) ليؤكد من جديد مقدرة حسين كمال الفنية في إخراج الأغاني والاستعراضات. فقد سبق له وقدم نموذجاً جيداً ومستحدثاً للأغنية السينمائية في فيلم (أبي فوق الشجرة)، وقد جاء فيلم (مولد يا دنيا) ليجعل للأغنية السينمائية أهمية درامية، وليست مجرد إضافة جمالية للفيلم. كذلك تجربته الناجحة التي قدمها في الثمانينات في المسرحية الكوميدية الاستعراضية (ريا وسكينة)، فقد كانت ناجحة فنياً وجماهيرياً. كما قام حسين كمال بإخراج مجموعة من أغنيات (نجاة الصغيرة) تليفزيونياً وقدمها بشكل استعراضي ناجح. كل هذا يؤكد بأن حسين كمال من بين أبرز المخرجين المصريين وأقدرهم في مجال الفيلم الاستعراضي. مما جعل المهتمين بهذه النوعية من الأفلام يتساءلون .. لماذا لا يكون هناك تخصص من قبل حسين كمال لتقديم الشكل الاستعراضي الذي أثبت فيه مقدرة ودراية.

نرجع لفيلم (مولد يا دنيا) لنتعرف على الأسباب التي جعلت منه فيلماً ناجحاً. فقد استطاع حسين كمال - وهو ينظر لشباك التذاكر - أن يجمع ما بين المواقف الكوميدية والتراجيدية والمغامرات، وبين الأغاني والاستعراضات .. استطاع أن يجانس فيما بينهما، بشكل مدروس وذكي. حيث كان ربط الحدث الدرامي بالأغنية والاستعراض موفقاً إلى حد كبير وليس زائداً أو مصطنعاً. صحيح بأن الفيلم احتوى بعض المبالغات الدرامية، إلا أن إيجابيات الفيلم كانت أكثر من سلبياته. فقد كانت هناك العديد من المشاهد الجميلة والمؤثرة، والتي استطاعت أن تكسب اهتمام الجميع.
فمثلاً فاجأنا  حسين كمال بقدرات الفنان عبد المنعم مدبولي التمثيلية التراجيدية، وذلك في مشهد أغنية (يا صبر طيب)، حيث كان واحداً من أجمل وأرق أدوار مدبولي، لإحتوائه على فلسفة ساخرة ومعاني ولمسات إنسانية عميقة. وبالرغم من أن بطولة الفيلم بطولة جماعية، إلا أن (عفاف راضي)، في أول أدوارها السينمائية، برزت من بين الجميع وكانت مقنعة في الأداء وطبيعية جداً. كما كانت هي مفاجأة حسين كمال الثانية في هذا الفيلم. يبقى أن نقول بأن حسين كمال في هذا الفيلم كان في أفضل حالاته بعد مرحلته التجريبية.
طبعا الإستعانة بالأغاني شغل أصيل من أشغال المسرح الملحمي الذي أسسه الكاتب المسرحي الكبير برتولد بريخت ، وأصبحت الأغاني من أهم الوسائل الفنية السينمائية والمسرحية ،    وأصبحت تلعب دورا تحريضيا سياسيا وإجتماعيا وثقافيا وفكريا .

الأربعاء، 16 ديسمبر 2015

                        أنا بدرالدين حسن علي مولود في أم درمان يوليو 1951 وتخرجت في المعهد العالي للموسيقى والمسرح 1973 ، عملت بالمسرح القومي بأم درمان منذ عام 1968 وبدأت عملي الصحفي بمجلة الإذاعة والتلفزيون والمسرح وكنت مشرفا على صفحة المسرح ، في المسرح القومي تدرجت من مساعد مخرج لمخرج حتى تم فصلي من الخدمة عام 1975  ، حصلت على درسات عليا في الصحافة والسينما في مصر ، عملت في عدد من البلدان العربية في مجال المسرح ، عملت في عدد من البلدان العربية في مجال الصحافة ، من بينها عملي بصحيفة الأهالي المصرية وصحيفة الوطن الكويتية ، وصحيفة البيان الإماراتية ، عملت براديو وتلفزيون العرب ، مشرفا غلى صفحة بانوراما يصحيفةأخبار العرب الكندية ، وعملت في مجال الثقافة العمالية                                                             
                               تعاونت مع  عدة صحف سودانية مثل الأيام والصحافة ، قمت بالتدريس في معهد الموسيقى ىوالمسرح  بالسودان وليبيا وبغداد ، وأسست في الكويت فرقة المسرح العمالي وأخرجت لها بعض المسرحيات ، وبعد الغزو العراقي للكويت غادرت إلى مصر حيث عملت مع إتحاد عمال الكويت في المنفى وكتبت في صحيفة صوت الكويت ، وبعد تحرير الكويت عملت مراسلا لصحيفة الوطن الكويتية ثم مديرا للرقابة في قناة راديو وتلفزيون العرب ، ثم غادرت مصر إلى كندا عام 1998 وما زلت مقيما فيها                                         
                             في   كندا عملت في عدد من المواقع وحاليا أكتب في عدد من المواقع الإلكترونية                                         

الأربعاء، 9 ديسمبر 2015





المحمدان الموسيقاران وردي والأمين وروعة الأغنية السودانية
بقلم : بدرالدين حسن علي
                                   قطعا الشعب السوداني سيتذكر الفنان الموسيقار المطرب الراحل المقيم محمدد وردي ، ولو بعد ألف عام ، وهذا يذكرني بمقولة الكاتب المسرحي الكبير أنطون تشيخوف : هل الناس سيذكروننا بعد مائة عام ؟ محمد وردي كان صديق العمر ، ما كنت أستمع لسوى أغانيه ، مع إحترامي لجميع المطربين الذين كانوا قبله أو عاصروه أو أتوا بعده
                                   أتذكر الآن وبعد رحيله المفجع المحزن  تلك اللوحة الرائعة  لصديقي الفنان التشكيلي الراحل المقيم ميرغني الأمين .. ذلك المبدع المتمرد المنتمي إلى شعبه ووطنه لدرجة الذوبان في طينه ورماله ، فعلى خلفية زرقاء صافية رسم حروف " وردي " على هيئة طيور بيضاء ترفرف بأجنحتها في عنان السماء حمائم للسلام ، وبلوحته تلك أخرج لنا قصيدة تشكيلية كقصيدة الطيور المهاجرة للشاعر السوداني الكبير صلاح أحمد إبراهيم بل كانت أصدق تعبيراّ عن هذا الفنان النوبي السوداني العربي الإفريقي العالمي
محمد عثمان وردي وشدوه الجميل الذي صاحبنا كل هذه السنين الطويلة وساعدنا أن نضحك ونغني ونرقص ونتمسرح في هذه الدنيا حتى لو كنا في
منافي كندا
                                    وما زلت حتى الآن أسمع وردي كما كنت أسمعه وأنا في الصبا وأصر على ترديد كل أغانيه التي أحفظها عن ظهر قلب ، وما من نشيد إلا وأنشدناه أطفالاّ ونساءّ ورجالاّ بحماسة تلهب مشاعرنا بحب الوطن وسلامته وأمنه وإستقراره وأزدهاره ، كما احببت ذلك الشاعر العظيم اسماعيل حسن ، أحببته وأنا صغير السن وأنا احادثه كصيق ومستمع لأستاذ .
                                 هو فنان مدهش ورائع إلتف حوله كل السودانيين وأصبح رمزاّ وطنياّ ومطرباّ متفرداّ ومتميزاّ .. مسيرته غنية بالعطاء الخالص المتدفق ألقاّ وإبداعاّ .. قدم خلالها عشرات العشرات من أحلى الأغنيات ، والتي إختارها بعناية فائقة لكبار الشعراء .. تفاعل مع كل القصائد بروح فنان يعرف ماذا يريد ويعرف كيف يعبر عما يريد .. ولعل هذا هو السحر الخاص الذي يمتلكه الفنا ن وردي .
عندما تقع القصيدة بين يديه يدخل في أحشائها .. يتغلغل في شرايينها وفي كل حروف كلماتها ومن داخلها يفجر تلك الشحنات التي تجعلها قصيدة لوردي وبس كما لو كان هو مؤلفها .. ولم لا .. فليس بالضرورة أن يكون الشاعر هو المؤلف فقد يكون ذلك المتلقي الراهب المتعبد في صومعة الشعر ولهاّ وتيها حتى يفنى فيه .. ووردي شاعر ورسام ومطرب ومغرد ومنشد وموسيقار ومايسترو يعزف على أوتار القصيدة على نحو لا يجود الزمان بمثله إلا مرات قليلة
                                ذكرياتي معه لا حدود لها ، يكفي الإشارة إلى المكالمة الهاتفية التي أجريتها معه وهو في اليمن السعيد للحضور إلى الكويت مع تحمل جميع منصرفات تذاكر السفر ، وذلك الحفل الساهر  بسينما الفردوس التي أمها نحو ألف مستمع ، سلمته بعدها وكنت سكرتير الجالية السودانية في الكويت مبلغ 10 آلاف دولار أمريكي ، وبعدها مباشرة إتفقت معه على إقامة حفل آخر عائلي سلمته عدا نقدا مبلغ 6 آلاف دولار أمريكي ، كان ذلك في نهاية السبعينات ولأتشرف برئاسة حفل التجمع الوطني  الديمقراطي بالقاهرة ، وعدد كبير من أميز المطربين السودانيين من بينهم الراحل المقيم مصطفى سيداحمد ومحمد وردي .
فارقنا وردي ، ولكن حبل الغناء السوداني لم ينقطع ، وها هو الفنان الموسيقار محمد الأمين يكمل المشوار


                                     أيضا إستضفناه في الكويت ، وكان حفلا رائعا ذلك الذي كان بمسرح الإتحاد العام لعمال الكويت ومسرح إتحاد عمال البترول بالأحمدي ، محمد الأمين موسيقار وفنان ومطري مدهش ، وقد سعدت كثيرا أن بعثة الاتحاد الأوروبي بالسودان أعلنت مؤخرا  عن منحها للموسيقار السوداني محمد الامين ميدالية أبطال حقوق الإنسان لعام 2015 والتي تمنح بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان
عندما أسمع أغانيه مثل : الجريدة ، قلنا ما ممكن تسافر ، بتتعلم من الأيام ، زاد الشجون ، الموعد ، بسيماتك وعشرات الأغنيات الأخرى ، لا أحب الأستماع لشيء آحر
.
السفير توماس يوليشنى رئيس بعثة الاتحاد الاوروبي بالسودان قال : (سيكون لي كل الشرف وللمرة الرابعة خلال مهمتي إلى السودان أن اقدم ميدالية أبطال حقوق الإنسان لمدافعين جدد، أظهروا تفانيا ملحوظا في تعزيز القيم العالمية لحقوق الإنسان في السودان. هذا العام ستمنح ميدالية أبطال حقوق الانسان الى الموسيقار السوداني محمد الأمين لدوره العظيم في تشكيل الهوية السودانية المتعددة من خلال موسيقاه وفنه الراقي والتي كرس من خلالها قيم الحرية والابداع وعمل على   توحيد السودانيين من خلال ألحانه الوسطية على مدى السنوات الخمسين الماضية.  
  

السبت، 5 ديسمبر 2015



سينما جد
                       ليوناردو دي كابريو " دب " السينما العالمية
بقلم : بدرالدين حسن علي
                              يعد النجم الأمريكى "ليوناردو دى كابريو" أحد أكثر الممثلين المشهود لهم بين جيلهم، ونجح فى تجسيد مجموعة واسعة من الشخصيات عبر أعماله، من جاى جاتسبى إلى هوارد هيوز وجوردن بلفور،ومع ذلك، أكد ليوناردو دى كابريو أن فيلم  الشبح هو أكثر الأفلام الذى قدمها صعوبة فى مسيرته المهنية على الإطلاق
                         وجاءت تصريحات الممثل البالغ من العمر 41 عاماً أثناء العرض الخاص للفيلم، الذى أقيم فى مدينة نيويورك، وأعقبها مؤتمر صحفى تضمن بعض الأسئلة الخاصة بالفيلم، وأثار دور ليوناردو دى كابريو فى الفيلم صدى واسعاً، وتوقع الكثيرون احتمال حصوله على جائزة الأوسكار عن هذا الدور، بعد عدم توفيق فى العديد فى ثلاث ترشيحات للأوسكار على مدار الأعوام الماضية.

                       وحضر دى كابريو المؤتمر الصحفى بجانب مخرج العمل أليخاندرو جونزاليز إيناريتو بينما أدار النقاش المخرج العالمى الشهير مارتن سكورسيزى، وقال "دى كابريو" خلال المؤتمر،إن فيلمه الأخير الشبح  الذى يلعب فيه دور صياد برى هو أصعب دور قام بتأديته، حيث اضطر إلى النوم بجوار جثث حيوانات حقيقية، وتضمن مشاهد الفيلم لحوار لمدة 151 دقيقة متواصلة، والعمل خلال مناخ صعب جدا، يصل إلى 30 درجة تحت الصفر، مؤكداً أنه فعل أشياءً خلال تصوير هذا الفيلم لم يتخيل يومًا أنه سوف يفعلها، وذلك خلال تسعة أشهر مدة تصوير الفيلم بين كندا والأرجنتين.



وتدور أحداث الفيلم حول صائد دببة، يتعرض للمهاجمة والسرقة، ويترك فى الغابة حتى الموت، إلا أنه يتعافى ويسعى للانتقام ممن خانوه
 وبعد تعرض النجم ليوناردو دى كابريو لشائعة اغتصابه من قبل دب شاركه فى تصوير فيلم الشبح  حقق تريللر الفيلم ما يقارب من 20 مليون مشاهدة وهو الفيلم المرتقب والمتوقع أن يحصل ليوناردو دى كابريو من خلاله على جائزة الأوسكار.

الشائعة تعود لعرض خاص مصغر أقيم لعدد محدود من الصحفيين الفنين حضروا الفيلم وخانهم التعبير عن توصيف مشهد الصراع بين الدب وكابريو فى الفيلم فتحول الأمر إلى شائعة وتطورت إلى أن الدب اغتصبه مرتين، ليتم نفى الشائعة بعد ذلك ويتضح أن الدب أنثى وليس ذكرًا وأنها صارعت دى كابريو فى الفيلم خوفا على أبنائها.

النجم ليوناردو دى كابريو يظهر فى الفيلم من خلال شخصية صائد الدببة، الذى يتعرض للمهاجمة والسرقة، ويُترك فى الغابة حتى الموت، إلا أنه يتعافى ويسعى للانتقام ممن خانوه، واضطر ليوناردو لإطلاق لحيته قبل بدء التصوير ليتناسب مظهره مع الشخصية التى يجسدها ضمن أحداث الفيلم.

الفيلم مأخوذ عن رواية الشبح رواية الإنتقام   فى القرن الـ19 ومن إخراج المخرج المكسيكى اليخاندرو جونزاليز إناريتو الحاصل على أوسكار أفضل مخرج عن فيلم "بيرد مان"، ويشارك دى كابريو بطولة الفيلم النجم توم هاردى.
الجدير بالذكر أن أفلام ليوناردو دي كابريو بلغت نحو 40 فيلما ، من بينها : المخلوقات  3، لبلاب سام ، حياة هذه الفتى ، ما الذي يضايق غلبيرت غريب ، مائة ليلة وليلة ، السريع والميت ، مذكرات كرة السلة ، كسوف كلي ، روميو وجوليت ، غرفة مارفن ، تيتانيك ، الرجل ذو القناع الحديدي ، الألماس الدموي ، المغادرون ، الطيار ، الشايء ، الساعة الحادية عشر ، اليتيمة ، كتلة أكاذيب وغاتسبي العظيم وأفلام أخرى .














الثلاثاء، 1 ديسمبر 2015



                                        مسرح لكل العصور
                     من المسرح العالمي : السيد بونتيلا وتابعه ماتي
بقلم : بدرالدين حسن علي
                                إنها رائعة الكاتب المسرحي الكبير برتولد بريخت ، والبعض ينطقها برتولد بريشت ، ولن نجعل من هذا معركة !فهي مسرحية  التخرج  في معهد الموسيقى والمسرح عام 1973بمشاركة زملائي من الطالبات والطلاب : نعمات عبدالرحيم صبحي ، الطيب المهدي ، عزالدين هلالي ، إبراهيم أحمد بخيت ، عبدالحفيظ محمداحمد ، سيداحمد الطاهر ، عبدالعظيم كباشي وعمر الطيب الدوش ، أحرزت الدرجة الأولى وكانت المسرحية قدمت على خشية مسرح الفنون الشعبية " دار المرشدات سابقا بأم درمان " .
                                 إمتلأت القاعة عن آخرها ، وكان من بين الحضور إبن خالي عبدالله عثمان بابكر وصديقي الفاتح رحمة حيث قدما لي دعوة للسهر معهما والحديث عن المسرحية وعن برتولد بريخت والمسرح الملحمي .

                                   لم أكن في ذلك الوقت قد زرت ألمانيا الديمقراطية ، ولا شاهدت البرلين إنسامبل ، ولكن قرأت عددا من مسرحيات بريخت  مثل : بعل - طبول في الليل - إدوارد الثاني ملك إنكلترا - أوبرا الفروش الثلاثة - صعود وسقوط مدينة مهاجوني -حياة غاليليو - الإستثناء والقاعدة - الأم - دائرة الطباشير القوقازية وغيرها
                             إمتلأت قاعة المسرح بالجمهور والبعض ظل وقوفا ، كان ذلك أول عرض يسترشد بنظرية المسرح الملحمي مطبقا إرشادات برتولد بريخت ومسرح البرلين إنسامبل " المسرح الصغير " في برلين .
روعة وعظمة المسرحية في كونها لا تتحدث عن فكرة محورية ، ولا تتبنى أيدولوجية معينة ، وإنما تستمد مفهومها من الملاحم الشعبية التي يمكن أن نجدها في أي بقعة على ظهر الكوكب .
تتحدث المسرحية عن السيد بونتيلا المحاط بهالة من العظمة الأسطورية كأحد كبار الإقطاعيين في قريته ، هالة لا يهتم من أحاطوه بها بكونه أحد الظالمين الفسدة الذين يتناقض خطابهم بين قمة الفساد وقمة الإصلاح ، تماما كما يحدث اليوم في السودان / منتهى الفساد ولكنه بأمر الله ويقولون منتهى الإصلاح ، هذه المسرحية التي رأت النور في السبعينات لا يمكن.
 أن تقدم اليوم .
روعة بريشت أنه جعل السيد بونتيلا عندما يشرب وتأخذه نشوة الخمر وتسكره تظهر إنسانيته ، فيكتشف فداحة الجرم الذي إرتكبه في مجتمعه  فيقر بأنه رجل شديد السوء ، يحارب المباديء ويترصد أصحابها ، ثم يبكي ويتمنى أن تسقط الحواجز بينه وبين مجتمعه ، ثم يتوب ويتوب ، ويطلق تصريحا يحمل بين سطوره الأمل في التغيير ، ويتعهد فيه بلم شمل أهل القرية وتحقيق مطالبهم حتى يمكنه أن ينعم بينهم بحياة أكثر هناءا ، وأنه قرر التكاتف معهم بحكم موقعه لبناء غد اكثر إشراقا ، وعندما يفيق ويصحو من سكرته ينقلب إلى وحش حقيقي ، له مخالب الطبقة المستغلة وأنيابها ، وفيه قسوتها وخداعها ، إنه كائن عاد إلى أطماعه واستغلاله من جديد ، ونسي ما تعهد به وكأنه لم يكن ، وكأنه لم يسكر قط !!! الخمر في المسرحية رمز ؟؟؟؟
وبين سكر " السيد بونتيلا " وصحوته يظهر تناقض خطابه ، وتناقض الخمر واللبن ، وتضارب قراراته تضارب الليل والنهار ، وكأنما أخرج السكر حقيقته الكامنة ، وكشف ستر إحساسه الدفين بالذنب الذي يرتكبه في صحوته التي يحياها لحماية مصالحه وأملاكه ، ووصف رقاب معارضيه الذين يعترف بنبل مقاصدهم إذا سكر بأنهم من الغوغاء ، فيتراجع عن وعوده الطيبة وكلماته الرحيمة ، ويتنكر لكل تصرفات سكره التي تمثل قناعته بما ينبغي أن تكون عليه الحقيقة التي ينكرها في صحوته !
يبحث " السيد بونتيلا " عن أولئك الندامى الذين إعتاد إستمالتهم بدعوتهم للشراب ، فيجدهم وقد تساقطوا من على كراسيهم ثمالى بمن فيهم قاضي المدينة وصاحب الكلمة الرسمية العليا فيها ، فيرى نفسه وحيدا لن يسمعه أحدهم وإن تحدث عن مغامراته ومشاريعه فلن يسمعه إلا ساقي الحانة ، ذلك الذي كثيرا ما استخدمه فسبر غوره وعرف أبعاده وثمنه ، فأنفت نفسه عن منادمته ، وفجأة يقبل تابعه " ماتي " بعد أن تركه السيد ينتظر في الخارج كثيرا ، يدخل وقد لسعه البرد والجوع ، فيقبل على بقايا مائدة السيد يتناول فتاتها مرغما مكرها ، ربما ناعيا حاله وما وصلت إليه وكيف أنه الأولى بالمكانة التي يرفل فيها سيده ، ومع ذلك ف " ماتي " لا يفارقه عقله البارد ومحاولته للظهور بمظهر الذكي المتزن ، أو السياسي المحنك ، عسى أن يمكنه ذلك من إقتناص فرصة تضمن له بعضا من الإنتعاش المحدود الذي لا يمكن لتفكيره الضعيف أن يصل إلى أبعد منه ، فيسعى لإختبار إنسانية سيده السكران ، فيحكي في إحتيال خائب وسذاجة بادية عن قصص الأشباح التي تظهر في ضيعة السيد وكيف أن رائحة اللحم المشوي كفيلة بإبعادها !!
ولكن السيد لم يكن أبدا بذلك الغباء ، حتى في حالات سكره الذي لم يمنعه من طرد ذلك العامل الإشتراكي الذي تجرأ وطالب بحقوق العمال ، فأذنه ترفض سماع ما لا يحب سماعه ، وهو يعلم جيدا ما يخطط له تابعه " ماتي " حتى وإن توقف طموحه عند قطعة من اللحم المشوي ، فيغير الموضوع بحرفنة من يجيد المراوغة ، ويحدثه مضطرا فلم يبق غيره نديما ، يحدثه عن خطاياه في حق أهل القرية ، وكيف أنه يتمنى أن يجعل من صديقه " ماتي " وكيلا عنه يرعى شؤون العاملين في المزرعة والقصر ، يحدثه عن طموحاته الخاصة ومشاكل جشعه المادي والمعنوي ، وكيف أنها تحتاج لتمويل لن يتحقق إلا باستغلال مزرعة القرية الكبرى التي منحته تلك الهالة الأسطورية وقصرها المنيف ، أو بالغرق في بحار الود والغرام مع تلك الشمطاء العجوز التي تطمع في تنوير المزرعة لتنتعش مزرعتها المقابلة على الطرف الأخر من القرية .
يصمت " ماتي " ولا ينصح سيده بشيء ، يتركه يواجه مصيره المحتوم عندما يثور أهل القرية ، إضافة إلى أن ما يقوله السيد يخرج عن نطاق إستيعابه الذهني وطموحه السياسي الذي توقف عند قطعة اللحم المشوي !فينهضان لمغادرة الحانة ، "ماتي " مرغما ، يحمل ذلك الفاقد الوعي القاضي السكران بخمر السيد ، وأمامه يمضي السيد مترنحا ثملا ، يرغمه على التوقف مرة بعد أخرى لسماع خططه عن المستقبل ، بينما " ماتي " يئن من وطأة ثقل القاضي على كتفه ، ويخشى الإعتراض على الحمولة أو التملل من سماع السيد ، وترتسم على وجهه علامات  البلاهة ظانا أنه يمنع نصحه وخبراته السياسية عن سيده بونتيلا ، بينما الحقيقة أن منتهى تفكيره توقف عند حدود قطعة اللحم المشوي .