هالة محكر تكتب تأملات حول السينما السودانية
ﻋُﺮﺿﺖ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﺍﻟﻤﺘﺤﺮﻛﺔ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ، ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ
ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ، ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺍﻷﺧﻮﻳﻦ ﺃﻭﻏﺴﺖ ﻭﻟﻮﻳﺲ
ﻟﻮﻣﻴﻴﺮ، ﻛﺎﻥ ﻟﻠﺴﻴﻨﻤﺎ ﺩﻭﺭ ﻫﺎﻡ ﺟﺪﺍً ﻭﻣﺆﺛﺮ ﻓﻲ
ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ ﺗﺠﺬﺏ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﻳﻦ .
ﻭﻗﺪ ﺗﻄﻮﺭﺕ ﺻﻨﺎﻋﺘﻬﺎ ﺗﻄﻮﺭﺍً ﻣﻠﺤﻮﻇﺎً ﻣﻤﺎ ﺯﺍﺩ ﻣﻦ
ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﻬﺎ ﻭﺑﺪﻭﺭﻫﺎ، ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ ﻣﻨﻔﺬﺍ ﺭﺋﻴﺴﻴﺎً
ﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﻭﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﻛﻮﺳﻴﻂ ﻧﺎﻗﻞ
ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﻭﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻭﺍﻟﺮﺅﻯ ﻭﺍﻷﻃﺮﻭﺣﺎﺕ، ﺇﺿﺎﻓﺔ
ﺇﻟﻰ ﺗﻮﺛﻴﻖ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺑﻜﻠﻴﺎﺗﻬﺎ ﻭﺍﺳﺘﺼﺤﺎﺏ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ
ﻭﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﻣﺤﺎﻛﺎﺓ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻣﻨﺬ ﻧﺸﺄﺗﻪ ﺍﻷﻭﻟﻰ
ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬﺍ.
ﻭﺑﺴﺒﺐ ﺳﻬﻮﻟﺔ ﻭﺻﻮﻝ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺘﻠﻘﻲ،
ﺍﺳﺘﺨﺪﻣﺘﻬﺎ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﻴﻦ،
ﺧﺎﺻﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺩﺧﻠﻬﺎ ﺇﺑﺎﻥ
ﺣﻜﻤﻪ ﻟﻠﺴﻮﺩﺍﻥ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻣﻨﻪ ﻟﺘﺪﻋﻴﻢ ﺣﻜﻤﻪ
ﻭﺍﻟﺘﺮﻭﻳﺞ ﻹﻧﺠﺎﺯﺍﺗﻪ . ﻭﻗﺪ ﺫُﻛﺮ ﺃﻥ ﺃﻭﻝ ﻋﺮﺽٍ
ﺳﻴﻨﻤﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1911 ﻓﻲ
ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻷُﺑﻴﺾ ﻋﺎﺻﻤﺔ ﺇﻗﻠﻴﻢ ﻛﺮﺩﻓﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻊ
ﻏﺮﺏ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ؛ ﻭﺫﻟﻚ ﺍﺣﺘﻔﺎﻻً ﺑﺎﻓﺘﺘﺎﺡ ﺧﻂ ﺍﻟﺴﻜﺔ
ﺣﺪﻳﺪ . ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺽ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﻓﻴﻠﻢ ﺗﺴﺠﻴﻠﻲ
ﻗﺼﻴﺮ .
ﻟﻜﻦ ﻛﺎﻥ ﺃﻭﻝ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎﺋﻴﺔ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1949 ﺑﺈﻧﺸﺎﺀ ﻭﺣﺪﺓ ﺃﻓﻼﻡ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻗﺘُﺼﺮ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻓﻼﻡ ﺍﻟﺪﻋﺎﺋﻴﺔ
ﻭﺍﻟﺘﺴﺠﻴﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺠﺪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮ، ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻧﺸﺮ
ﺇﺻﺪﺍﺭﺓ ﺳﻴﻨﻤﺎﺋﻴﺔ ﻧﺼﻒ ﺷﻬﺮﻳﺔ. ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻭﻝ
ﺍﻟﻤﻨﻀﻤﻴﻦ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻤﺨﺮﺝ ﻛﻤﺎﻝ ﻣﺤﻤﺪ
ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ، ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺧﺮﺝ ﻓﻴﻠﻤﻲ «ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔ ﺍﻟﻤﺸﺮﺩﺓ »
ﻭ « ﺍﻟﻤﻨﻜﻮﺏ» ، ﻭﺍﻟﻤﺨﺮﺝ ﺟﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﺒﺎﺭﺓ، ﻭﻫﻮ ﺃﻭﻝ
ﻣﺼﻮﺭ ﺳﻴﻨﻤﺎﺋﻲ ﺳﻮﺩﺍﻧﻲ ﻗﺎﻡ ﺑﺈﺧﺮﺍﺝ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ
ﺍﻷﻓﻼﻡ ﺍﻟﺘﺴﺠﻴﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻴﺔ. ﻭﻗﺪ ﺗﺤﻮﻟﺖ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ
ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺇﻟﻰ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻟﻠﺴﻴﻨﻤﺎ، ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ
ﺗﺘﺒﻊ ﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1970.
ﻓﻲ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻟﺴﺘﻴﻨﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﻗﺎﻡ ﺟﻴﻞ ﻣﻦ
ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎﺋﻴﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺩﺭﺳﻮﺍ ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎ ﺑﺎﻟﺨﺎﺭﺝ ﺑﺨﻠﻖ
ﺣﺮﺍﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎﺋﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ، ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻬﻢ
ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺷﺪﺍﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﺩﺭﺱ ﻓﻲ ﺃﻟﻤﺎﻧﻴﺎ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ
1964 ﻭﺣﺴﻴﻦ ﺷﺮﻳﻒ، ﻭﺳﺎﻣﻲ ﺍﻟﺼﺎﻭﻱ ﻭﺍﻟﻠﺬﺍﻥ
ﺗﺨﺮﺟﺎ ﻣﻦ ﻣﻌﻬﺪ ﻟﻨﺪﻥ ﻟﻸﻓﻼﻡ، ﻭﺍﻟﻄﻴﺐ ﻣﻬﺪﻱ
ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﻬﺪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﻟﻠﺴﻴﻨﻤﺎ ﺑﺎﻟﻘﺎﻫﺮﺓ،
ﻭﻣﻨﺎﺭ ﺍﻟﺤﻠﻮ ﻭﻗﺪ ﺩﺭﺱ ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎ ﻓﻲ ﺭﻭﻣﺎﻧﻴﺎ،
ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺩﺭﺱ
ﺑﻤﻌﻬﺪ ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎ ﺑﻤﻮﺳﻜﻮ. ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻣﻮﺍ ﺑﺘﺄﺳﻴﺲ
ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻔﻴﻠﻢ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1967 ﻭﺣﺎﻭﻟﻮﺍ
ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺳﻴﻨﻤﺎ ﺗﺴﺠﻴﻠﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻷﻛﺎﺩﻳﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺨﺒﺮﺓ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ، ﺇﻻ ﺃﻥ
ﻣﺤﺎﻭﻟﺘﻬﻢ ﺍﺻﻄﺪﻣﺖ ﺑﺎﻟﺒﻴﺮﻭﻗﺮﺍﻃﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ
ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎﺋﻴﺔ، ﻭﻋﺰﻭﻑ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻓﻲ
ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎﺋﻲ، ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ ﺃﻭﻟﻮﻳﺎﺗﻬﺎ.
ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻭﻝ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺟﺎﺩﺓ ﻹﻧﺘﺎﺝ ﻓﻴﻠﻢ ﺭﻭﺍﺋﻲ
ﻃﻮﻳﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1970 ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻋﻄﺒﺮﺓ ﺷﻤﺎﻝ
ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ، ﺣﻴﻦ ﻗﺎﻡ ﺍﻟﻤﺨﺮﺝ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺣﺴﻴﻦ
ﻣﻼﺳﻲ ﻭﺇﻧﺘﺎﺝ ﺍﺳﺘﻮﺩﻳﻮ ﺍﻟﺮﺷﻴﺪ ﻣﻬﺪﻱ ﺑﻌﻤﻞ ﻓﻴﻠﻢ
« ﺁﻣﺎﻝ ﻭﺃﺣﻼﻡ ». « ﻟﻜﻦ، ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺑﺪﺃﺕ ﻣﺒﻜﺮﺓ ﺟﺪﺍً، ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺘﻢ ﺇﻧﺘﺎﺝ
ﺳﻮﻯ ﺧﻤﺴﺔ ﺃﻓﻼﻡ ﺭﻭﺍﺋﻴﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻓﻴﻠﻢ
« ﺁﻣﺎﻝ ﻭﺃﺣﻼﻡ » ، ﻓﻴﻠﻤﻲ «ﺗﺎﺟﻮﺝ » ﻭ « ﺑﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ
«ﻟﺠﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﺒﺎﺭﺓ، ﻭ «ﺭﺣﻠﺔ ﻋﻴﻮﻥ » ﻷﻧﻮﺭ ﻫﺎﺷﻢ
ﻭ «ﻳﺒﻘﻰ ﺍﻷﻣﻞ » ﻟﻌﺒﺪﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﺣﻤﻦ
ﻭﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻼﻡ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻴﺔ ﺍﻟﻘﺼﻴﺮﺓ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ
ﻋﺪﺩ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻼﻡ ﺍﻟﺘﺴﺠﻴﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻮﺛﺎﺋﻘﻴﺔ
ﻭﺍﻷﻏﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺼﻮﺭﺓ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺳﻴﻨﻤﺎﺋﻴﺔ . ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻤﻜﻦ
ﺇﺿﺎﻓﺔ ﻓﻴﻠﻢ « ﻋﺮﺱ ﺍﻟﺰﻳﻦ » 1976 ﻟﻠﻤﺨﺮﺝ ﺧﺎﻟﺪ
ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻓﻼﻡ ﻟﻮ ﻻ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺇﻧﺘﺎﺝ
ﻭﺇﺧﺮﺍﺝ ﻛﻮﻳﺘﻲ.
ﺭﻏﻢ ﻭﺟﻮﺩ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ، ﺇﻻ ﺃﻥ
ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻋﺪﺩﺍ ﻣﻘﺪﺭﺍ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻼﻡ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻴﺔ
ﻭﺍﻟﺘﺴﺠﻴﻠﻴﺔ ﺣﺎﺯﺕ ﻋﻠﻰ ﺟﻮﺍﺋﺰ ﻣﻘﺪﺭﺓ ﻓﻲ
ﻣﻬﺮﺟﺎﻧﺎﺕ ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ ﻭﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺔ؛ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ
ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ﻻ ﺍﻟﺤﺼﺮ، ﻓﻴﻠﻢ « ﺍﻟﻀﺮﻳﺢ» ﻟﻠﻄﻴﺐ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ
ﺍﻟﺬﻱ ﻓﺎﺯ ﺑﺬﻫﺒﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﻟﻸﻓﻼﻡ ﺍﻟﻘﺼﻴﺮﺓ ﻋﺎﻡ
1977 ، ﻭﻧﺎﻝ ﻓﻴﻠﻢ «ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻷﺭﺽ ﺗﺪﻭﺭ » ﻟﺴﻠﻴﻤﺎﻥ
ﻣﺤﻤﺪ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺫﻫﺒﻴﺔ ﻣﻬﺮﺟﺎﻥ ﻣﻮﺳﻜﻮ ﻋﺎﻡ 1979 ،
ﻭﺣﺼﻞ ﻓﻴﻠﻢ « ﺍﻟﺠﻤﻞ » ﻟﻠﻤﺨﺮﺝ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺷﺪﺍﺩ ﻋﻠﻰ
ﺟﺎﺋﺰﺓ ﺍﻟﻨﻘﺎﺩ ﻓﻲ ﻣﻬﺮﺟﺎﻥ ﻛﺎﻥ ﻋﺎﻡ 1986 ﻛﻤﺎ ﻧﺎﻝ
ﻓﻴﻠﻢ « ﺗﺎﺟﻮﺝ» ﻟﺠﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﺒﺎﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﺓ ﺟﻮﺍﺋﺰ
ﻓﻲ ﺗﺴﻌﺔ ﻣﻬﺮﺟﺎﻧﺎﺕ ﺩﻭﻟﻴﺔ ﻭﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ
.1980
ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺒﺸﺮﺓ ﻟﻠﺴﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﻋﻤﺮﻫﺎ ﺍﻵﻥ ﻗﺮﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ، ﺇﻻ ﺃﻧﻪ
ﺛﻤﺔ ﺭﻛﻮﺩﺍ ﻋﻈﻴﻤﺎ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺗﺮﺍﺟﻊ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ
ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎﺋﻲ ﺃﻭ ﺑﺎﻷﺣﺮﻯ ﺗﻮﻗﻔﻪ ﻟﻔﺘﺮﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺗﻜﺎﺩ
ﺗﻘﺎﺭﺏ ﺍﻟﻌﻘﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ، ﺍﻧﺘﻬﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1991
ﺑﺤﻞ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺒﻊ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ، ﺑﻌﺪﻫﺎ
ﺣﺪﺙ ﻓﺮﺍﻍ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎﺋﻲ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ، ﻭﻟﻢ ﺗﻈﻬﺮ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺇﻻ ﺃﺳﻤﺎﺀ
ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺩﺭﺳﺖ ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻟﻤﺨﺮﺟﻴﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﺣﻤﻦ
ﻧﺠﺪﻱ، ﻭﻭﺟﺪﻱ ﻛﺎﻣﻞ . ﻭﺗﺮﺍﺟﻌﺖ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ
ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺎﺋﺪﺓ.
ﺑﺮﺯﺕ ﺑﻌﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻵﻭﻧﺔ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ
ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﻬﻤﻮﻣﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﻬﺘﻤﻴﻦ ﺑﺄﻣﺮ
ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎ، ﺁﻟﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺇﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﺤﺮﺍﻙ
ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﻣﻮﺍﺻﻠﺔ ﻣﺎ ﺑﺪﺃﻩ ﺟﻴﻞ
ﺍﻟﺮﻭﺍﺩ، ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻭﺿﻊ ﺧﺎﺭﻃﺔ ﺳﻴﻨﻤﺎﺋﻴﺔ ﺳﻮﺩﺍﻧﻴﺔ
ﻣﺘﻤﻴﺰﺓ، ﻭﺍﺳﺘﻜﻤﺎﻻً ﻟﺠﻬﻮﺩﻫﻢ ﻭﺗﻜﺮﻳﻤﺎً ﻟﻬﻢ. ﻓﻔﻲ
ﺍﻟﻌﺎﻡ 2010 ﻭﺑﺮﻋﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﻣﻌﻬﺪ ﺟﻮﺗﺔ ﺍﻷﻟﻤﺎﻧﻲ
ﺑﺎﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﺍﻧﻄﻠﻘﺖ ﺃﻭﻟﻰ ﺍﻟﺪﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺒﻴﺔ ﺣﻮﻝ
ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺍﻷﻓﻼﻡ، ﻣﺴﺘﻬﺪﻓﺔ ﺗﺪﺭﻳﺐ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻋﻠﻰ
ﺃﺳﺲ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺍﻷﻓﻼﻡ . ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺭﺷﺔ ﻫﻲ
ﺍﻟﻨﻮﺍﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺤﺘﺮﻑ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻟﻸﻓﻼﻡ
Sudan Film Factory ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺨﺮﺝ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻳﻪ
ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ . ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺣﺎﻓﺰﺍً
ﻵﺧﺮﻳﻦ ﻟﻼﻧﺨﺮﺍﻁ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎ ﻭﺻﻨﺎﻋﺔ
ﺍﻷﻓﻼﻡ ﻭﺇﻧﺘﺎﺟﻬﺎ ﺭﻭﺍﺋﻴﺔ/ ﻭﺛﺎﺋﻘﻴﺔ – ﻗﺼﻴﺮﺓ/ﻃﻮﻳﻠﺔ .
،ﻓﺘﻜﻮﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﺇﺛﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﻋﺪﻳﺪﺓ
ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ، ﻭﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﻤﺤﺎﺿﺮﺍﺕ
ﻭﺍﻟﻨﺪﻭﺍﺕ، ﻭﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﻮﺭﺵ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﺑﺎﻟﺴﻴﻨﻤﺎ؛ ﻣﻨﻬﺎ
« ﺳﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ» ﻭ« ﻏﺮﻓﺔ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎ » ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ .
ﻭﻟﻢ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﺍﻷﻣﺮ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻓﺤﺴﺐ، ﺑﻞ ﻗﺎﻣﺖ
ﻣﺒﺎﺩﺭﺓ ﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺍﻷﻓﻼﻡ، ﺃﺳﺴﻬﺎ
ﻣﺼﻌﺐ ﺣﺴﻮﻧﺔ، ﺃﻓﺮﺯﺕ ﻓﻲ ﺩﻭﺭﺗﻬﺎ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻌﺎﻡ 2016ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻫﺐ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ .
ﻭﺑﻤﺠﻬﻮﺩ ﻣﻘﺪﺭﺍ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻃﻼﻝ ﻋﻔﻴﻔﻲ، ﻣﺆﺳﺲ
ﺳﻮﺩﺍﻥ ﻓﻴﻠﻢ ﻓﺎﻛﺘﻮﺭﻱ، ﺃﻗﻴﻢ ﺃﻭﻝ ﻣﻬﺮﺟﺎﻥ ﻟﻠﺴﻴﻨﻤﺎ
ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2014 ﺑﺄﻳﺪﻱ
ﻭﺇﺑﺪﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﻣﺠﻬﻮﺩﺍﺗﻬﻢ، ﻭﻗﺪ ﺍﺣﺘﻔﻞ
ﺍﻟﻤﻬﺮﺟﺎﻥ ﻓﻲ ﺩﻭﺭﺗﻪ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2016
ﺑﺈﻧﻄﻼﻕ ﻭﺗﻮﺯﻳﻊ ﺟﺎﺋﺰﺓ ﺣﺴﻴﻦ ﺷﺮﻳﻒ – ﺍﻟﻔﻴﻞ
ﺍﻷﺳﻮﺩ ﻷﻓﻀﻞ ﻓﻴﻠﻢ ﺳﻮﺩﺍﻧﻲ، ﺣﻴﺚ ﻓﺎﺯ ﻓﻴﻠﻢ
« ﻏﺮﺑﺔ» ﻟﺴﻠﻮﻯ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﻭﻓﻬﺪ ﺍﻟﻌﺒﻴﺪﻟﻲ. ﻭﺟﻨﺒﺎً ﺇﻟﻰ
ﺟﻨﺐ ﻣﻊ ﻣﻬﺮﺟﺎﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻟﻠﺴﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ﺗﻘﻮﻡ
ﺟﺎﺋﺰﺓ ﺗﻬﺎﺭﻗﺎ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻟﻠﺴﻴﻨﻤﺎ ﻭﺍﻟﻔﻨﻮﻥ، ﺍﻟﺘﻲ ﺗُﻤﻨﺢ
ﻷﻓﻀﻞ ﻓﻴﻠﻢ ﺭﻭﺍﺋﻲ ﻃﻮﻳﻞ، ﻭﺃﻓﻀﻞ ﻓﻴﻠﻢ ﺭﻭﺍﺋﻲ
ﻗﺼﻴﺮ، ﻭﺃﻓﻀﻞ ﻣﺨﺮﺝ، ﻭﺃﻓﻀﻞ ﻣﻤﺜﻞ ﻭﻣﻤﺜﻠﺔ،
ﻭﺃﻓﻀﻞ ﺳﻴﻨﺎﺭﻳﻮ، ﻭﺃﻓﻀﻞ ﻣﻮﺳﻴﻘﻰ ﺗﺼﻮﻳﺮﻳﺔ،
ﻭﺃﻓﻀﻞ ﻣﺆﺛﺮﺍﺕ ﺑﺼﺮﻳﺔ، ﻭﺃﻓﻀﻞ ﻣﻮﻧﺘﺎﺝ.
ﺃﻇﻬﺮﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻬﺮﺟﺎﻧﺎﺕ ﻭﺍﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ
ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻤﻊ ﻧﺠﻤﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﻭﺳﺎﻁ ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎﺋﻴﺔ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﻓﺌﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ ﻣﻦ
ﺇﺧﺮﺍﺝ ﻭﺗﺼﻮﻳﺮ ﻭﻣﻮﻧﺘﺎﺝ ﻭﺇﺿﺎﺀﺓ ﻭﺻﻮﺕ ﻭﻛﺘﺎﺑﺔ
ﺳﻴﻨﺎﺭﻳﻮ. ﻭﻇﻬﺮﺕ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻟﻤﺨﺮﺟﻴﻦ ﺷﺒﺎﺏ
ﺣﺎﺯﺕ ﺃﻓﻼﻣﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺟﻮﺍﺋﺰ ﺩﺍﺧﻞ ﻭﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ؛
ﻣﻨﻬﻢ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻄﺮﻳﻔﻲ، ﻭﺃﻣﺠﺪ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﻼ، ﻭﻃﺎﺭﻕ
ﺍﻟﻤﻜﻲ، ﻭﺣﺠﻮﺝ ﻛﻮﻛﺎ، ﻭﻣﺰﻣﻞ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ
ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ.
ﻭﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻛﺎﻥ ﻟﺤﻮﺍﺀ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻧﺼﻴﺐ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ. ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﻮﺭﻳﺔ ﺣﺴﻦ ﺣﺎﻛﻢ ﻫﻲ
ﺃﻭﻝ ﻣﺨﺮﺟﺔ ﺳﻴﻨﻤﺎﺋﻴﺔ ﺳﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺗﺨﺮﺟﺖ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﻌﻬﺪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﻟﻠﻔﻨﻮﻥ ﺍﻟﻤﺴﺮﺣﻴﺔ ﺑﺎﻟﻘﺎﻫﺮﺓ 1976 ،
ﻭﺍﻟﻤﺨﺮﺟﺔ ﺳﺎﺭﺓ ﺟﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺧﺮﺟﺖ ﻣﺎ ﻳﻔﻮﻕ
ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻓﻴﻠﻤﺎ ﻭﺛﺎﺋﻘﻴﺎ. ﻭﻣﻦ ﺟﻴﻞ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺑﺮﺯﺕ
ﻋﺪﺓ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﺗﻌﺪﺕ ﺍﻷﺭﺑﻌﻴﻦ ﺍﺳﻤﺎ ﻣﻨﻬﻦ – ﻋﻠﻰ
ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ﻻ ﺍﻟﺤﺼﺮ – ﺗﻐﺮﻳﺪ ﺳﻨﻬﻮﺭﻱ، ﻭﻋﻠﻴﺎﺀ
ﺳﺮ ﺍﻟﺨﺘﻢ، ﻭﺭﻳﻢ ﺟﻌﻔﺮ، ﻭﺭﺯﺍﻥ ﻗﻤﺮ ﻭﺭﺯﺍﻥ ﻫﺎﺷﻢ،
ﻭﻭﺋﺎﻡ ﺷﻮﻗﻲ، ﻭﻣﻬﻴﺮﺓ ﺳﻠﻴﻢ، ﻭﻣﺮﻭﺓ ﺯﻳﻦ، ﻭﻋﻔﺮﺍﺀ
ﺳﻌﺪ، ﻭﻏﻴﺮﻫﻦ.
ﻭﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻢ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻼﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻧﺘﺠﺖ ﻓﻲ
ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻘﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﻓﺎﻗﺖ ﺍﻟﺴﺘﻴﻦ
ﻓﻴﻠﻤﺎً ﺭﻭﺍﺋﻴﺎً ﻭﻭﺛﺎﺋﻘﻴﺎً ﻃﻮﻳﻞ/ ﻗﺼﻴﺮ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ
ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎﺋﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﻓﻲ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻷﻣﺮ ﻟﻴﺲ ﻭﺭﺩﻳﺎً
ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻃﻼﻕ، ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﻮﻗﺎﺕ
ﻭﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺍﺟﻪ ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎﺋﻴﻴﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻴﻦ
ﻣﻦ ﺟﻴﻞ ﺍﻟﺮﻭﺍﺩ ﻭﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺳﻮﺍﺀ، ﻭﺗﺤﺪ
ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻣﻦ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎ ﺑﺸﻜﻠﻬﺎ
ﺍﻻﺣﺘﺮﺍﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ؛ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻗﻠﺔ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ، ﻭﻋﺪﻡ
ﺩﻋﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ، ﻭﺍﻟﻐﻴﺎﺏ ﺍﻟﺘﺎﻡ ﻟﻠﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﺤﺘﻴﺔ
ﻟﻠﻤﻘﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎ،
ﻭﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﺮ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ . ﻋﻼﻭﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻋﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ
ﻛﻠﻴﺔ ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻋﺎﺋﻘﺎً
ﻛﺒﻴﺮﺍً، ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﻏﻴﺎﺏ ﺩﻭﺭ ﻋﺮﺽ ﺳﻴﻨﻤﺎﺋﻲ
ﺗﺴﺘﻮﻋﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻢ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﻳﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺣﺪ ﺫﺍﺗﻪ
ﺃﻣﺮﺍً ﻣﺤﺒﻄﺎً ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ.
ﺑﻴﺪ ﺃﻥ ﺗﻜﺎﻟﺐ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﻮﻗﺎﺕ ﻭﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﻏﻴﺮ
ﺍﻟﻤﻮﺍﺗﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻖ ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎﺋﻴﻴﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻓﻲ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﻧﻈﺮﺗﻬﻢ ﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎ ﺗﻨﻄﻮﻱ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﻭﺍﻟﺘﺼﻤﻴﻢ ﻭﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﺍﻷﻛﻴﺪﺓ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻀﻲ ﻗﺪﻣﺎً ﻭﻣﻮﺍﺻﻠﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺣﺘﻰ ﺗﻘﻮﻡ
ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺳﻴﻨﻤﺎﺋﻴﺔ ﺳﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻣﺤﺘﺮﻓﺔ ﻭﻣﺘﻜﺎﻣﻠﺔ
ﺗﺮﺿﻲ ﻃﻤﻮﺣﻬﻢ، ﻭﺗﻌﻜﺲ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺓ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﻐﻨﻴﺔ ﺑﺘﻨﻮﻋﻬﺎ ﻭﻗﺼﺼﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﻔﺮﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ
ﻟﻢ ﺗﺴﺮﺩ ﺑﻌﺪُ.
ﻋُﺮﺿﺖ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﺍﻟﻤﺘﺤﺮﻛﺔ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ، ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ
ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ، ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺍﻷﺧﻮﻳﻦ ﺃﻭﻏﺴﺖ ﻭﻟﻮﻳﺲ
ﻟﻮﻣﻴﻴﺮ، ﻛﺎﻥ ﻟﻠﺴﻴﻨﻤﺎ ﺩﻭﺭ ﻫﺎﻡ ﺟﺪﺍً ﻭﻣﺆﺛﺮ ﻓﻲ
ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ ﺗﺠﺬﺏ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﻳﻦ .
ﻭﻗﺪ ﺗﻄﻮﺭﺕ ﺻﻨﺎﻋﺘﻬﺎ ﺗﻄﻮﺭﺍً ﻣﻠﺤﻮﻇﺎً ﻣﻤﺎ ﺯﺍﺩ ﻣﻦ
ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﻬﺎ ﻭﺑﺪﻭﺭﻫﺎ، ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ ﻣﻨﻔﺬﺍ ﺭﺋﻴﺴﻴﺎً
ﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﻭﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﻛﻮﺳﻴﻂ ﻧﺎﻗﻞ
ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﻭﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻭﺍﻟﺮﺅﻯ ﻭﺍﻷﻃﺮﻭﺣﺎﺕ، ﺇﺿﺎﻓﺔ
ﺇﻟﻰ ﺗﻮﺛﻴﻖ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺑﻜﻠﻴﺎﺗﻬﺎ ﻭﺍﺳﺘﺼﺤﺎﺏ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ
ﻭﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﻣﺤﺎﻛﺎﺓ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻣﻨﺬ ﻧﺸﺄﺗﻪ ﺍﻷﻭﻟﻰ
ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬﺍ.
ﻭﺑﺴﺒﺐ ﺳﻬﻮﻟﺔ ﻭﺻﻮﻝ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺘﻠﻘﻲ،
ﺍﺳﺘﺨﺪﻣﺘﻬﺎ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﻴﻦ،
ﺧﺎﺻﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺩﺧﻠﻬﺎ ﺇﺑﺎﻥ
ﺣﻜﻤﻪ ﻟﻠﺴﻮﺩﺍﻥ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻣﻨﻪ ﻟﺘﺪﻋﻴﻢ ﺣﻜﻤﻪ
ﻭﺍﻟﺘﺮﻭﻳﺞ ﻹﻧﺠﺎﺯﺍﺗﻪ . ﻭﻗﺪ ﺫُﻛﺮ ﺃﻥ ﺃﻭﻝ ﻋﺮﺽٍ
ﺳﻴﻨﻤﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1911 ﻓﻲ
ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻷُﺑﻴﺾ ﻋﺎﺻﻤﺔ ﺇﻗﻠﻴﻢ ﻛﺮﺩﻓﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻊ
ﻏﺮﺏ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ؛ ﻭﺫﻟﻚ ﺍﺣﺘﻔﺎﻻً ﺑﺎﻓﺘﺘﺎﺡ ﺧﻂ ﺍﻟﺴﻜﺔ
ﺣﺪﻳﺪ . ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺽ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﻓﻴﻠﻢ ﺗﺴﺠﻴﻠﻲ
ﻗﺼﻴﺮ .
ﻟﻜﻦ ﻛﺎﻥ ﺃﻭﻝ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎﺋﻴﺔ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1949 ﺑﺈﻧﺸﺎﺀ ﻭﺣﺪﺓ ﺃﻓﻼﻡ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻗﺘُﺼﺮ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻓﻼﻡ ﺍﻟﺪﻋﺎﺋﻴﺔ
ﻭﺍﻟﺘﺴﺠﻴﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺠﺪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮ، ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻧﺸﺮ
ﺇﺻﺪﺍﺭﺓ ﺳﻴﻨﻤﺎﺋﻴﺔ ﻧﺼﻒ ﺷﻬﺮﻳﺔ. ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻭﻝ
ﺍﻟﻤﻨﻀﻤﻴﻦ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻤﺨﺮﺝ ﻛﻤﺎﻝ ﻣﺤﻤﺪ
ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ، ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺧﺮﺝ ﻓﻴﻠﻤﻲ «ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔ ﺍﻟﻤﺸﺮﺩﺓ »
ﻭ « ﺍﻟﻤﻨﻜﻮﺏ» ، ﻭﺍﻟﻤﺨﺮﺝ ﺟﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﺒﺎﺭﺓ، ﻭﻫﻮ ﺃﻭﻝ
ﻣﺼﻮﺭ ﺳﻴﻨﻤﺎﺋﻲ ﺳﻮﺩﺍﻧﻲ ﻗﺎﻡ ﺑﺈﺧﺮﺍﺝ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ
ﺍﻷﻓﻼﻡ ﺍﻟﺘﺴﺠﻴﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻴﺔ. ﻭﻗﺪ ﺗﺤﻮﻟﺖ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ
ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺇﻟﻰ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻟﻠﺴﻴﻨﻤﺎ، ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ
ﺗﺘﺒﻊ ﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1970.
ﻓﻲ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻟﺴﺘﻴﻨﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﻗﺎﻡ ﺟﻴﻞ ﻣﻦ
ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎﺋﻴﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺩﺭﺳﻮﺍ ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎ ﺑﺎﻟﺨﺎﺭﺝ ﺑﺨﻠﻖ
ﺣﺮﺍﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎﺋﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ، ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻬﻢ
ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺷﺪﺍﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﺩﺭﺱ ﻓﻲ ﺃﻟﻤﺎﻧﻴﺎ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ
1964 ﻭﺣﺴﻴﻦ ﺷﺮﻳﻒ، ﻭﺳﺎﻣﻲ ﺍﻟﺼﺎﻭﻱ ﻭﺍﻟﻠﺬﺍﻥ
ﺗﺨﺮﺟﺎ ﻣﻦ ﻣﻌﻬﺪ ﻟﻨﺪﻥ ﻟﻸﻓﻼﻡ، ﻭﺍﻟﻄﻴﺐ ﻣﻬﺪﻱ
ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﻬﺪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﻟﻠﺴﻴﻨﻤﺎ ﺑﺎﻟﻘﺎﻫﺮﺓ،
ﻭﻣﻨﺎﺭ ﺍﻟﺤﻠﻮ ﻭﻗﺪ ﺩﺭﺱ ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎ ﻓﻲ ﺭﻭﻣﺎﻧﻴﺎ،
ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺩﺭﺱ
ﺑﻤﻌﻬﺪ ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎ ﺑﻤﻮﺳﻜﻮ. ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻣﻮﺍ ﺑﺘﺄﺳﻴﺲ
ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻔﻴﻠﻢ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1967 ﻭﺣﺎﻭﻟﻮﺍ
ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺳﻴﻨﻤﺎ ﺗﺴﺠﻴﻠﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻷﻛﺎﺩﻳﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺨﺒﺮﺓ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ، ﺇﻻ ﺃﻥ
ﻣﺤﺎﻭﻟﺘﻬﻢ ﺍﺻﻄﺪﻣﺖ ﺑﺎﻟﺒﻴﺮﻭﻗﺮﺍﻃﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ
ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎﺋﻴﺔ، ﻭﻋﺰﻭﻑ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻓﻲ
ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎﺋﻲ، ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ ﺃﻭﻟﻮﻳﺎﺗﻬﺎ.
ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻭﻝ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺟﺎﺩﺓ ﻹﻧﺘﺎﺝ ﻓﻴﻠﻢ ﺭﻭﺍﺋﻲ
ﻃﻮﻳﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1970 ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻋﻄﺒﺮﺓ ﺷﻤﺎﻝ
ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ، ﺣﻴﻦ ﻗﺎﻡ ﺍﻟﻤﺨﺮﺝ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺣﺴﻴﻦ
ﻣﻼﺳﻲ ﻭﺇﻧﺘﺎﺝ ﺍﺳﺘﻮﺩﻳﻮ ﺍﻟﺮﺷﻴﺪ ﻣﻬﺪﻱ ﺑﻌﻤﻞ ﻓﻴﻠﻢ
« ﺁﻣﺎﻝ ﻭﺃﺣﻼﻡ ». « ﻟﻜﻦ، ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺑﺪﺃﺕ ﻣﺒﻜﺮﺓ ﺟﺪﺍً، ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺘﻢ ﺇﻧﺘﺎﺝ
ﺳﻮﻯ ﺧﻤﺴﺔ ﺃﻓﻼﻡ ﺭﻭﺍﺋﻴﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻓﻴﻠﻢ
« ﺁﻣﺎﻝ ﻭﺃﺣﻼﻡ » ، ﻓﻴﻠﻤﻲ «ﺗﺎﺟﻮﺝ » ﻭ « ﺑﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ
«ﻟﺠﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﺒﺎﺭﺓ، ﻭ «ﺭﺣﻠﺔ ﻋﻴﻮﻥ » ﻷﻧﻮﺭ ﻫﺎﺷﻢ
ﻭ «ﻳﺒﻘﻰ ﺍﻷﻣﻞ » ﻟﻌﺒﺪﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﺣﻤﻦ
ﻭﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻼﻡ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻴﺔ ﺍﻟﻘﺼﻴﺮﺓ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ
ﻋﺪﺩ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻼﻡ ﺍﻟﺘﺴﺠﻴﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻮﺛﺎﺋﻘﻴﺔ
ﻭﺍﻷﻏﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺼﻮﺭﺓ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺳﻴﻨﻤﺎﺋﻴﺔ . ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻤﻜﻦ
ﺇﺿﺎﻓﺔ ﻓﻴﻠﻢ « ﻋﺮﺱ ﺍﻟﺰﻳﻦ » 1976 ﻟﻠﻤﺨﺮﺝ ﺧﺎﻟﺪ
ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻓﻼﻡ ﻟﻮ ﻻ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺇﻧﺘﺎﺝ
ﻭﺇﺧﺮﺍﺝ ﻛﻮﻳﺘﻲ.
ﺭﻏﻢ ﻭﺟﻮﺩ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ، ﺇﻻ ﺃﻥ
ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻋﺪﺩﺍ ﻣﻘﺪﺭﺍ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻼﻡ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻴﺔ
ﻭﺍﻟﺘﺴﺠﻴﻠﻴﺔ ﺣﺎﺯﺕ ﻋﻠﻰ ﺟﻮﺍﺋﺰ ﻣﻘﺪﺭﺓ ﻓﻲ
ﻣﻬﺮﺟﺎﻧﺎﺕ ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ ﻭﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺔ؛ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ
ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ﻻ ﺍﻟﺤﺼﺮ، ﻓﻴﻠﻢ « ﺍﻟﻀﺮﻳﺢ» ﻟﻠﻄﻴﺐ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ
ﺍﻟﺬﻱ ﻓﺎﺯ ﺑﺬﻫﺒﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﻟﻸﻓﻼﻡ ﺍﻟﻘﺼﻴﺮﺓ ﻋﺎﻡ
1977 ، ﻭﻧﺎﻝ ﻓﻴﻠﻢ «ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻷﺭﺽ ﺗﺪﻭﺭ » ﻟﺴﻠﻴﻤﺎﻥ
ﻣﺤﻤﺪ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺫﻫﺒﻴﺔ ﻣﻬﺮﺟﺎﻥ ﻣﻮﺳﻜﻮ ﻋﺎﻡ 1979 ،
ﻭﺣﺼﻞ ﻓﻴﻠﻢ « ﺍﻟﺠﻤﻞ » ﻟﻠﻤﺨﺮﺝ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺷﺪﺍﺩ ﻋﻠﻰ
ﺟﺎﺋﺰﺓ ﺍﻟﻨﻘﺎﺩ ﻓﻲ ﻣﻬﺮﺟﺎﻥ ﻛﺎﻥ ﻋﺎﻡ 1986 ﻛﻤﺎ ﻧﺎﻝ
ﻓﻴﻠﻢ « ﺗﺎﺟﻮﺝ» ﻟﺠﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﺒﺎﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﺓ ﺟﻮﺍﺋﺰ
ﻓﻲ ﺗﺴﻌﺔ ﻣﻬﺮﺟﺎﻧﺎﺕ ﺩﻭﻟﻴﺔ ﻭﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ
.1980
ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺒﺸﺮﺓ ﻟﻠﺴﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﻋﻤﺮﻫﺎ ﺍﻵﻥ ﻗﺮﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ، ﺇﻻ ﺃﻧﻪ
ﺛﻤﺔ ﺭﻛﻮﺩﺍ ﻋﻈﻴﻤﺎ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺗﺮﺍﺟﻊ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ
ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎﺋﻲ ﺃﻭ ﺑﺎﻷﺣﺮﻯ ﺗﻮﻗﻔﻪ ﻟﻔﺘﺮﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺗﻜﺎﺩ
ﺗﻘﺎﺭﺏ ﺍﻟﻌﻘﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ، ﺍﻧﺘﻬﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1991
ﺑﺤﻞ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺒﻊ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ، ﺑﻌﺪﻫﺎ
ﺣﺪﺙ ﻓﺮﺍﻍ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎﺋﻲ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ، ﻭﻟﻢ ﺗﻈﻬﺮ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺇﻻ ﺃﺳﻤﺎﺀ
ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺩﺭﺳﺖ ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻟﻤﺨﺮﺟﻴﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﺣﻤﻦ
ﻧﺠﺪﻱ، ﻭﻭﺟﺪﻱ ﻛﺎﻣﻞ . ﻭﺗﺮﺍﺟﻌﺖ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ
ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺎﺋﺪﺓ.
ﺑﺮﺯﺕ ﺑﻌﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻵﻭﻧﺔ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ
ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﻬﻤﻮﻣﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﻬﺘﻤﻴﻦ ﺑﺄﻣﺮ
ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎ، ﺁﻟﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺇﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﺤﺮﺍﻙ
ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﻣﻮﺍﺻﻠﺔ ﻣﺎ ﺑﺪﺃﻩ ﺟﻴﻞ
ﺍﻟﺮﻭﺍﺩ، ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻭﺿﻊ ﺧﺎﺭﻃﺔ ﺳﻴﻨﻤﺎﺋﻴﺔ ﺳﻮﺩﺍﻧﻴﺔ
ﻣﺘﻤﻴﺰﺓ، ﻭﺍﺳﺘﻜﻤﺎﻻً ﻟﺠﻬﻮﺩﻫﻢ ﻭﺗﻜﺮﻳﻤﺎً ﻟﻬﻢ. ﻓﻔﻲ
ﺍﻟﻌﺎﻡ 2010 ﻭﺑﺮﻋﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﻣﻌﻬﺪ ﺟﻮﺗﺔ ﺍﻷﻟﻤﺎﻧﻲ
ﺑﺎﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﺍﻧﻄﻠﻘﺖ ﺃﻭﻟﻰ ﺍﻟﺪﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺒﻴﺔ ﺣﻮﻝ
ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺍﻷﻓﻼﻡ، ﻣﺴﺘﻬﺪﻓﺔ ﺗﺪﺭﻳﺐ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻋﻠﻰ
ﺃﺳﺲ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺍﻷﻓﻼﻡ . ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺭﺷﺔ ﻫﻲ
ﺍﻟﻨﻮﺍﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺤﺘﺮﻑ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻟﻸﻓﻼﻡ
Sudan Film Factory ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺨﺮﺝ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻳﻪ
ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ . ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺣﺎﻓﺰﺍً
ﻵﺧﺮﻳﻦ ﻟﻼﻧﺨﺮﺍﻁ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎ ﻭﺻﻨﺎﻋﺔ
ﺍﻷﻓﻼﻡ ﻭﺇﻧﺘﺎﺟﻬﺎ ﺭﻭﺍﺋﻴﺔ/ ﻭﺛﺎﺋﻘﻴﺔ – ﻗﺼﻴﺮﺓ/ﻃﻮﻳﻠﺔ .
،ﻓﺘﻜﻮﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﺇﺛﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﻋﺪﻳﺪﺓ
ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ، ﻭﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﻤﺤﺎﺿﺮﺍﺕ
ﻭﺍﻟﻨﺪﻭﺍﺕ، ﻭﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﻮﺭﺵ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﺑﺎﻟﺴﻴﻨﻤﺎ؛ ﻣﻨﻬﺎ
« ﺳﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ» ﻭ« ﻏﺮﻓﺔ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎ » ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ .
ﻭﻟﻢ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﺍﻷﻣﺮ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻓﺤﺴﺐ، ﺑﻞ ﻗﺎﻣﺖ
ﻣﺒﺎﺩﺭﺓ ﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺍﻷﻓﻼﻡ، ﺃﺳﺴﻬﺎ
ﻣﺼﻌﺐ ﺣﺴﻮﻧﺔ، ﺃﻓﺮﺯﺕ ﻓﻲ ﺩﻭﺭﺗﻬﺎ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻌﺎﻡ 2016ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻫﺐ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ .
ﻭﺑﻤﺠﻬﻮﺩ ﻣﻘﺪﺭﺍ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻃﻼﻝ ﻋﻔﻴﻔﻲ، ﻣﺆﺳﺲ
ﺳﻮﺩﺍﻥ ﻓﻴﻠﻢ ﻓﺎﻛﺘﻮﺭﻱ، ﺃﻗﻴﻢ ﺃﻭﻝ ﻣﻬﺮﺟﺎﻥ ﻟﻠﺴﻴﻨﻤﺎ
ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2014 ﺑﺄﻳﺪﻱ
ﻭﺇﺑﺪﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﻣﺠﻬﻮﺩﺍﺗﻬﻢ، ﻭﻗﺪ ﺍﺣﺘﻔﻞ
ﺍﻟﻤﻬﺮﺟﺎﻥ ﻓﻲ ﺩﻭﺭﺗﻪ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2016
ﺑﺈﻧﻄﻼﻕ ﻭﺗﻮﺯﻳﻊ ﺟﺎﺋﺰﺓ ﺣﺴﻴﻦ ﺷﺮﻳﻒ – ﺍﻟﻔﻴﻞ
ﺍﻷﺳﻮﺩ ﻷﻓﻀﻞ ﻓﻴﻠﻢ ﺳﻮﺩﺍﻧﻲ، ﺣﻴﺚ ﻓﺎﺯ ﻓﻴﻠﻢ
« ﻏﺮﺑﺔ» ﻟﺴﻠﻮﻯ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﻭﻓﻬﺪ ﺍﻟﻌﺒﻴﺪﻟﻲ. ﻭﺟﻨﺒﺎً ﺇﻟﻰ
ﺟﻨﺐ ﻣﻊ ﻣﻬﺮﺟﺎﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻟﻠﺴﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ﺗﻘﻮﻡ
ﺟﺎﺋﺰﺓ ﺗﻬﺎﺭﻗﺎ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻟﻠﺴﻴﻨﻤﺎ ﻭﺍﻟﻔﻨﻮﻥ، ﺍﻟﺘﻲ ﺗُﻤﻨﺢ
ﻷﻓﻀﻞ ﻓﻴﻠﻢ ﺭﻭﺍﺋﻲ ﻃﻮﻳﻞ، ﻭﺃﻓﻀﻞ ﻓﻴﻠﻢ ﺭﻭﺍﺋﻲ
ﻗﺼﻴﺮ، ﻭﺃﻓﻀﻞ ﻣﺨﺮﺝ، ﻭﺃﻓﻀﻞ ﻣﻤﺜﻞ ﻭﻣﻤﺜﻠﺔ،
ﻭﺃﻓﻀﻞ ﺳﻴﻨﺎﺭﻳﻮ، ﻭﺃﻓﻀﻞ ﻣﻮﺳﻴﻘﻰ ﺗﺼﻮﻳﺮﻳﺔ،
ﻭﺃﻓﻀﻞ ﻣﺆﺛﺮﺍﺕ ﺑﺼﺮﻳﺔ، ﻭﺃﻓﻀﻞ ﻣﻮﻧﺘﺎﺝ.
ﺃﻇﻬﺮﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻬﺮﺟﺎﻧﺎﺕ ﻭﺍﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ
ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻤﻊ ﻧﺠﻤﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﻭﺳﺎﻁ ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎﺋﻴﺔ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﻓﺌﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ ﻣﻦ
ﺇﺧﺮﺍﺝ ﻭﺗﺼﻮﻳﺮ ﻭﻣﻮﻧﺘﺎﺝ ﻭﺇﺿﺎﺀﺓ ﻭﺻﻮﺕ ﻭﻛﺘﺎﺑﺔ
ﺳﻴﻨﺎﺭﻳﻮ. ﻭﻇﻬﺮﺕ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻟﻤﺨﺮﺟﻴﻦ ﺷﺒﺎﺏ
ﺣﺎﺯﺕ ﺃﻓﻼﻣﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺟﻮﺍﺋﺰ ﺩﺍﺧﻞ ﻭﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ؛
ﻣﻨﻬﻢ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻄﺮﻳﻔﻲ، ﻭﺃﻣﺠﺪ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﻼ، ﻭﻃﺎﺭﻕ
ﺍﻟﻤﻜﻲ، ﻭﺣﺠﻮﺝ ﻛﻮﻛﺎ، ﻭﻣﺰﻣﻞ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ
ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ.
ﻭﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻛﺎﻥ ﻟﺤﻮﺍﺀ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻧﺼﻴﺐ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ. ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﻮﺭﻳﺔ ﺣﺴﻦ ﺣﺎﻛﻢ ﻫﻲ
ﺃﻭﻝ ﻣﺨﺮﺟﺔ ﺳﻴﻨﻤﺎﺋﻴﺔ ﺳﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺗﺨﺮﺟﺖ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﻌﻬﺪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﻟﻠﻔﻨﻮﻥ ﺍﻟﻤﺴﺮﺣﻴﺔ ﺑﺎﻟﻘﺎﻫﺮﺓ 1976 ،
ﻭﺍﻟﻤﺨﺮﺟﺔ ﺳﺎﺭﺓ ﺟﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺧﺮﺟﺖ ﻣﺎ ﻳﻔﻮﻕ
ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻓﻴﻠﻤﺎ ﻭﺛﺎﺋﻘﻴﺎ. ﻭﻣﻦ ﺟﻴﻞ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺑﺮﺯﺕ
ﻋﺪﺓ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﺗﻌﺪﺕ ﺍﻷﺭﺑﻌﻴﻦ ﺍﺳﻤﺎ ﻣﻨﻬﻦ – ﻋﻠﻰ
ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ﻻ ﺍﻟﺤﺼﺮ – ﺗﻐﺮﻳﺪ ﺳﻨﻬﻮﺭﻱ، ﻭﻋﻠﻴﺎﺀ
ﺳﺮ ﺍﻟﺨﺘﻢ، ﻭﺭﻳﻢ ﺟﻌﻔﺮ، ﻭﺭﺯﺍﻥ ﻗﻤﺮ ﻭﺭﺯﺍﻥ ﻫﺎﺷﻢ،
ﻭﻭﺋﺎﻡ ﺷﻮﻗﻲ، ﻭﻣﻬﻴﺮﺓ ﺳﻠﻴﻢ، ﻭﻣﺮﻭﺓ ﺯﻳﻦ، ﻭﻋﻔﺮﺍﺀ
ﺳﻌﺪ، ﻭﻏﻴﺮﻫﻦ.
ﻭﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻢ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻼﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻧﺘﺠﺖ ﻓﻲ
ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻘﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﻓﺎﻗﺖ ﺍﻟﺴﺘﻴﻦ
ﻓﻴﻠﻤﺎً ﺭﻭﺍﺋﻴﺎً ﻭﻭﺛﺎﺋﻘﻴﺎً ﻃﻮﻳﻞ/ ﻗﺼﻴﺮ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ
ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎﺋﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﻓﻲ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻷﻣﺮ ﻟﻴﺲ ﻭﺭﺩﻳﺎً
ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻃﻼﻕ، ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﻮﻗﺎﺕ
ﻭﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺍﺟﻪ ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎﺋﻴﻴﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻴﻦ
ﻣﻦ ﺟﻴﻞ ﺍﻟﺮﻭﺍﺩ ﻭﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺳﻮﺍﺀ، ﻭﺗﺤﺪ
ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻣﻦ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎ ﺑﺸﻜﻠﻬﺎ
ﺍﻻﺣﺘﺮﺍﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ؛ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻗﻠﺔ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ، ﻭﻋﺪﻡ
ﺩﻋﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ، ﻭﺍﻟﻐﻴﺎﺏ ﺍﻟﺘﺎﻡ ﻟﻠﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﺤﺘﻴﺔ
ﻟﻠﻤﻘﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎ،
ﻭﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﺮ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ . ﻋﻼﻭﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻋﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ
ﻛﻠﻴﺔ ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻋﺎﺋﻘﺎً
ﻛﺒﻴﺮﺍً، ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﻏﻴﺎﺏ ﺩﻭﺭ ﻋﺮﺽ ﺳﻴﻨﻤﺎﺋﻲ
ﺗﺴﺘﻮﻋﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻢ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﻳﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺣﺪ ﺫﺍﺗﻪ
ﺃﻣﺮﺍً ﻣﺤﺒﻄﺎً ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ.
ﺑﻴﺪ ﺃﻥ ﺗﻜﺎﻟﺐ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﻮﻗﺎﺕ ﻭﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﻏﻴﺮ
ﺍﻟﻤﻮﺍﺗﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻖ ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎﺋﻴﻴﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻓﻲ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﻧﻈﺮﺗﻬﻢ ﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎ ﺗﻨﻄﻮﻱ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﻭﺍﻟﺘﺼﻤﻴﻢ ﻭﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﺍﻷﻛﻴﺪﺓ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻀﻲ ﻗﺪﻣﺎً ﻭﻣﻮﺍﺻﻠﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺣﺘﻰ ﺗﻘﻮﻡ
ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺳﻴﻨﻤﺎﺋﻴﺔ ﺳﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻣﺤﺘﺮﻓﺔ ﻭﻣﺘﻜﺎﻣﻠﺔ
ﺗﺮﺿﻲ ﻃﻤﻮﺣﻬﻢ، ﻭﺗﻌﻜﺲ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺓ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﻐﻨﻴﺔ ﺑﺘﻨﻮﻋﻬﺎ ﻭﻗﺼﺼﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﻔﺮﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ
ﻟﻢ ﺗﺴﺮﺩ ﺑﻌﺪُ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق