الاثنين، 15 فبراير 2016

                      الجريمة والكوميديا في فيلم بطل من ورق
بقلم بدرالدين حسن علي
                            فيلم بطل من ورق فيلم ينتمي لأفلام الجريمة الحركية في قالب كوميدي ، أنتج عام 1988، بطولة الممثل الراحل المقيم ممدوح عبدالعليم ، آثار الحكيم ، أحمد بدير ، صلاح قابيل  أمل إبراهيم ، يوسف داوود ، من تأليف إبراهيم الجرواني ومن إخراج نادر جلال
قصة الفيلم
تدور أحداث الفيلم في إطار كوميدي حول شخصية السيناريست رامي قشوع " ممدوح عبدالعليم  "الساذج الذي يبدو ذلك على لهجته القروية ومن ثم يقوم بكتابة سيناريو فيلم جريمة متكاملة من قتل وتفجير مقابل طلب مبلغ من المال من قبل الحكومة ولكن لسوء الحظ يقع سيناريو الفيلم بأيدي كاتب آلة كاتبة يدعي سمير" أحمد بدير"   للاستيلاء على المبلغ كما قرأ في القصة ومن ثم يقوم مجدي بتنفيذ وقائع السيناريو ولكن بالحقيقة مما يتبعه الكثير من المطاردات الكوميدية. ويكتشف الكاتب رامي قشوع أن ما يحدث من تفجيرات وأحداث عنف إنما هو تماما كما في القصة التي ألفها فيحاول الاستخبار من ناشر الخبر وهي الصحفية سوسن" آثار الحكيم "  والتي لا تصدقه في البداية حتى تتتابع الأحداث كما حذرها بما في الرواية فيحاولان إبلاغ الشرطة ممثلة في اللواء صلاح قابيل  والذي يظنهما في البداية مجانين ثم يتبين له صدق كلامهما فيظن أنهما من يدبران هذه الأحداث ويقبض عليهما لاستجوابهما، ثم يظهر أن مرتكب الجريمة شخص غيرهما وأن كلام المؤلف رامي صادق وتتم عمليات البحث الكوميدية عن مرتكب التفجيرات غير أن سمير يكتشف أن السناريو غير كامل وأنه بلا نهاية فيطلب من المؤلف أن يكمل له القصة وإلا استمر في تخريبه. فيعمل المؤلف مع الشرطة لتأليف نهاية توقع الكاتب في أيدي الحكومة في نهاية المطاف.
قبل أن أقدم تحليلا للفيلم دعوني أشرح كلمة رمزية لعلاقتها به ، الرمزية ويطلقون عليها
Sympolism وهي حركة في الأدب والفن ظهرت في فرنسا في أواخر القرن التاسع عشر ، كرد فعل للمدرستين الواقعية والإنطباعية ، وحاليا يمكن توفر الكثير من المعلومات عنها مثلما جاء في ويكيبيديا عربي ، ولكني كنت في ذات يوم من الأيام معجبا بها وبالكاتب المسرحي ماترلينك ، وكتاب آخرين أمثال فاليري ، إليوت ، بروست وجيمس جويس ، وطبعا هناك رمزية سياسية ، فوضوية ، شيوعية نازية ، دينية ورمزية الفنون ، وقد تصف شخصا ما بأنه بطل وأنت تعني بطل من ورق ، وهذا هو أساس عنوان فيلمنا هذا .
ممدوح عبدالعليم بالرغم من أنه ليس نجم من نجوم الشباك الذين يتهافت عليهم المنتجين والموزعين إلا أنه نجح في أن يجذب إليه اصحاب تلك العيون مؤكدا أن هناك تغييرات كثيرة تطرأ على ذوق الجمهور نفسه واحتياجاته ليبحثوا عن نجوم للكوميديا غير المتعارف عليهم ، فقرر ان يكسر الحيز الذي وضعه فيه هؤلاء الموزعين والمخرجين وتجار السينما واجبارهم على اختيار اشخاص وممثلين أخرين  ،  ممدوح عبد العليم اشتهر بتقديم الدراما التلفزيونية محققا عن طريقها نجاحا كبيرا ،  بجانب ادواره السينمائية التي اشتهر فيها  ، ولكن  في هذا الفيلم يجبر المخرج نادر جلال والمؤلف ابراهيم الجرواني أن يقبلا بجنون على خوض تجربة غريبة وذلك بتقديم ممدوح عبد العليم في شكل كوميدي بحت برفقة زهرته الفنانة آثار الحكيم التي قدمت هي الاخرى العديد من الافلام السينما ولكنها اثبتت موهبتها من خلال المسلسلات التي شاركت فيها وخاصة دور زهرة بمسلسل ليالي الحلمية ...والحديث عن فيلم بطل من ورق الذي يحكي قصة السيناريست رامي قشوع " ممدوح عبد العليم " الساذج والذي يقوم بكتابة سيناريو فيلم جريمة متكاملة من قتل وتفجير مقابل طلب مبلغ من المال من قبل الحكومة ولكن لسوء الحظ يقع سيناريو الفيلم بأيدي كاتب ألة كاتبة يدعي مجدي " أحمد بدير " المضطرب نفسياً والذي تعجبه فكرة الفيلم ويحاول تطبيقها في الواقع للاستيلاء على المبلغ ،  نجح فيه كل فريق العمل بدءا من المخرج نادر جلال الذي استطاع استخدام كاميراته في تصوير السيناريو الذي كتبه ابراهيم الجرواني بطريقة ممتعة ومثيرة غلب عليه الكوميديا المشوقة بحبكة بولسية مقبولة،  كما نجح ف تنفيذها ببراعة تؤكد على تمكنه وتحكمه في استخدام أدواته والتكنيك الكامل ﻹخراج مثل هذا العمل من الافلام الحركية ،  فأغلب المشاهد البولسية بدءا من تحذيرات كاتب السيناريو رامي قشوع للشرطة وحتى استجابتها له يغلب عليها طابع التشويق والإثارة ..كما تأتي قدرة نادر جلال على استخدام موهبة ممدوح عبد العليم واكتشاف خفة الدم والظل وتوجيهها بشكل صحيح نحو جمهور الصالة ، كما ان كتابة السيناريو في حد ذاته في رسم شخصية على قدر كبير من البلاهة والسذاجة ووضع الافيهات التي تناسب تلك الشخصية أمر يعتبر في غاية الصعوبة ويحسب للسيناريست ابراهيم الجرواني ليشترك الجميع في تقديم فيلم حركي جيد الصنع مخلوط بكوميديا خفيفة.
ممدوح عبدالعليم
ممثل أحبه كثيرا لصدقه وشحصيته الفذة ، وقد ربطت بيننا صداقة طلت تزداد وهجا ووعة حتى رحيله في يناير 2016 ، وكثيرا ما كان يحكي لي عن سيرته الذاتية ومشواره الفني في السينما والتلفزيون ، وأذكر أنه قال لي أن بدايته كانت مع نور الدمرداش عام1969 في مسلسل " العذراء " ، ومن أفلامه : الضوء الشارد ، السيدة الأولى ، بطل من ورق ، تحت التهديد ، العذراء والشعر الأبيض ، سمع هس ، كتيبة الإعدام والعديد من المسلسلات التلفزيونية ، ممدوح حاصل على بكالوريوس إقتصاد وعلوم سياسية والعديد من الجوائز .
هل كان هذا النقد مفيداً؟  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق