الاثنين، 22 يناير 2018

ميات هبة يناير !
انطلقت أول شرارة للمواجهة الشعبية لميزانية ٢٠١٨ صباح الأحد 7 يناير من الجنينة بولاية غرب دارفور، إ ثر مظاهرة لطلاب ثلاث مدارس ثانوية،من غيرتخطيط.
خط سير المظاهرة كان من شارع العرديبه لمقر امانة الحكومة بالجمارك حيث يوجد مقر الوالي.
تصدت أجهزة أمن النظام لمظاهرات الطلاب بالرصاص الحي فسقط في الحال الشهيد الزبير احمد محمد السكيران الطالب بالصف الثالث مدرسة نور المعارف الثانوية، و جُرح ستة آخرون.
اثناء استلام جثمان الشهيد الزبير أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع بغزارة لتفريق الجماهير الدين توافدوا الي المستشفي لحظة سماعهم بخبر إطلاق الرصاص على مظاهرات الطلاب.
الثلاثاء 16 يناير 2018م خرجت الجماهير في موكب سلمي – عبر عن مزاجها - مناهض لزيادة الاسعار ولميزانية الفقر والدمار لعام 2018م، وكانت في قمة الانضباط والمسئولية عندما اعتدت قوات الامن بوحشية على الموكب، ولم يحدث أي شيء يهدد أمن وسلامة وممتلكات المواطنين، رغم الحشود الهادرة في الموكب، وظلت الاماكن والمحلات في السوق تمارس نشاطها اليومي العادي، وكذلك المواصلات العامة.
أن السودانيين في الخارج يشيدون بهذا الانضباط الحضاري الذي يثقون بأنه من صفات شعبنا السوداني. و ويدينون القمع المفرط والوحشي للموكب السلمي الصامت، مما يؤكد أكاذيب وزيف ادعاءات السلطة عن أن هناك اتجاهات للتخريب، وأنه يسمح بالمواكب السلمية .
السودانيون في الخارج يحيون كل قوى المعارضة السياسية والمدنية وتجمعات النساء والشباب والطلاب ومتضرري السدود والحركات في المناطق المهمشة، وضحايا الحروب ومختلف قطاعات الشعب السوداني التي شاركت في الموكب دون خوف أو وجل ملتزمة بسلمية الموكب وشعارات " سلمية .. سلمية .. ضد الحرامية"، " لا لا .. للغلاء"، وضد الفقر والجوع، مما فتح الطريق لمواصلة المعركة حتى إسقاط النظام. والشكر لكل الجهات والقنوات الإعلامية التي غطت الموكب.
ولابد من ضرورة العمل على أوسع تحالف من أجل إسقاط النظام وقيام البديل الديمقراطي الذي يحسن الأوضاع المعيشية، ويلغي القوانين المقيدة للحريات، ويوقف الحرب ، ويعيد ممتلكات وأراضي ومدن السودان المنهوبة والمحتلة وقيام المؤتمر الدستوري.
الحرية ل

محي الدين الجلاد
محمد مختار الخطيب
صديق يوسف
صدقي كبلو
هاشم ميرغني
كمال كرار

إبراهيم الأمين
محمد عبد الله الدومة
مأمون احمد ابراهيم
عروة الصادق
عبد الرحمن محمد صالح
ام سلمة الصادق المهدي
رندة الصادق المهدي
صديق الصادق المهدي
محمد أحمد الواثق
سامر الطيب
محمد صالح مجذوب
وائل فتح الرحمن
صلاح بشير (صلاح ركب)
الهادي محمد احمد ابوراية
عبدو عبدالرحمن
عصام ابو حسبو
ابوعبيدة ياسر.
المصباح أحمد المصباح ( تم اطلاق سراحه )
حمدون أحمد
يوسف الصادق هارون
الصادق محمد احمد
بدوي عبدالله الجاك
الهادي محمد احمد عثمان
حماد صناعة علي
احمد عبدالرحمن احمد
عبدالخالق محمد الرضي
حماد يوسف صياغة
الرضي الفضل محمد الرضي
يس احمد يونس
يونس محمد يونس
ابراهيم عبدالرحمن ابوكرشولا
الطيب ادم
عبدالرحمن الطيب
خالد عبدالعزيز (مدير مكتب رويترز للأنباء)
غسان فيصل شبو
مهديه ابراهيم مهدي
هناء عبد الرحمن
ثويبه هاشم جلاد
ايبوني عمر
رواء
ريان
هبة الله عبد الله ايبوني
عمر فقيري


فتحي نوري
صفية الفضل عبدالحميد

مجاهدحمدانفجة
يوسف الكودة
.الامينالفكي
طارقصلاحالدينصالح
منتصر احمد الحاج
اسحق احمد عبدالعزيز
محمد الحسن محجوب
سمية علي سيد احمد

محجوبعبدالله محجوب
احمد عثمان عبد الرحمن
عمرالكنزي
. عبدالله محمد بابكر
عبدالقادر بدر دياب – مؤتمر شعبي
مامون الفاتح التلب – صجفي
عمر عشاري – ناشط
عبد الغني كرم الله - روائي
بكري جاد
مجدي العجب
يوسف جمال - ناشط
احمد فهد قصاب (اردني)
عبدالعزيز موسى عبد الحميد. حيدر خيرالله - صحفي. عمر البشير حاج عمر. محمد محمد عثمان – صحفي – مراسل هيئة الاذاعة البريطانية بالخرطوم.. مهند بلال – مصور – مكتب هيئة الاذاعة البريطانية بالخرطوم.. عبدالعزيز ابراهيم – منتج تلفزيوني – قناة العربية. امل هباني – صحفية وناشطة حقوقية
امتنان الرضي – صحفية
رشان اوشي - صحفية
وهج الطيب - صحفية. وئام شوقي . إيمان الباقر
نوال عيسي
ناهد جبر الله – ناشطة حقوقية. عفراء سعد –صحفية
سماح محمد - صحفية
راشد خيري – ناشط
ابوبكر تاج الدين. محمد بخيت
نجيب عبدالرحمن
اقبال محمد علي – محامية
سامية ارقاي – محامية
الصادق عبد العزيز - ناشط
نسيبة محمد – محامية
علي سيد محمد
احمد عثمان عبد الرحمن
عمر البشير حاج عمر
عبد العزيز موسى


الخميس، 28 ديسمبر 2017

حورية حاكم..         
رائدة الإخراج   السينمائي   
 لقد كانت المرأة بعيدة عن أفلاك المشتغلين بالفن السابع منذ تأسيس أول وحدة إنتاج سينمائي بالسودان في العام 1949، والتي كانت تتبع لمكتب إتصالات الحاكم العام، وخلال الفترة الأولى للدولة الوطنية كان أغلب الإنتاج السينمائي منحصراً في متابعة النشاط الحكومي والقليل من أنشطة السينما المتجولة في السودان، وكان على السينما في السودان أن تنتظر حتى النصف الثاني من الستينيات والنصف الأول من السبعينيات حيث تمت إعادة إنعاش التجربة السينمائية السودانية على يد جيل كامل من الخريجين الذين درسوا فنون السينما خارج البلاد وعادوا ليساهموا في تأسيس وإطلاق طاقات الفن السابع بالبلاد، جيل الرواد الخريجين سليمان محمد إبراهيم ومنار الحلو وإبراهيم شداد، ومن بينهم كانت المخرجة السينمائية الرائدة حورية حاكم.
أبصرت حورية حسن محمد أحمد حاكم النور في مدينة عين شمس بالقاهرة في العام 1950، حيث كان والدها حسن حاكم يعمل في سلاح الهجانة، وهو سليل أسرة "حاكم" المعروفة بمصر، تلقت حورية دراستها الإبتدائية والثانوية بالقاهرة، وتخرجت في المعهد العالي للسينما في العام 1972ـ، وكان ترتيبها الثانية على دفعتها، وتخرجت بفيلم "رقصة العروس" الذي يتناول طقوس الزواج، وبدأت حياتهم الفنية في النصف الأول من السبعينيات حيث أخرجت فيلم (الزار) عن ظاهرة العلاج النفسي عن طريق شيخات وشيوخ الزار.
      عملت لفترة بتلفزيون السودان، وخلال تلك الفترة مثلت السودان في مهرجان موسكو السينمائي في العام 1973. وإشتغلت حورية بإدارة الإنتاج السينمائي والإذاعة السودانية والتلفزيون كما عملت بمؤسسة الدولة للسينما عقب تأسيسها في بداية السبعينيات، على يد الأديب الراحل علي المك والراحلة سعاد إبراهيم أحمد؛ كما عملت مع كبار المخرجين السينمائيين المصريين، في عقابيل تخرجها من المعهد العالي للسينما، وجمعتها علاقة صداقة مع الفنانين الراحلين كمال الشناوي ونور الشريف وصفاء أبو السعود، التي تعتبر رفيقة درب الراحلة في المعهد العالي للسينما.
وخلال سنوات السبعينيات كانت حورية شعلة من النشاط والتألق، حيث درجت على الكتابة بالصحف التي كان يصدرها الإتحاد الإشتراكي عقب تأميم الصحف في 1970، عن السينما العالمية وأهم الأفلام المنتجة حديثاً وعن مدارس السينما بأوروبا وإتجاهاتها المختلفة،   تزامن ذلك مع  كتابات سعدية عبد الرحيم وحسن محمد موسى وآخرين، في "الأيام" و"الصحافة". وعاصرت الفترة الذهبية للسينما في السودان، حيث كانت تنتشر المئات من دور السينما في مدن وحواضر السودان المختلفة، وبرامج عن السينما في التلفزيون والسينما المتجولة التابعة لوزارة الإعلام ومؤسسة الدولة للسينما التي كانت تشرف على إستيراد وتوزيع الأفلام السينمائية على دور السينما المختلفة.
في العام 1981  ، تزوجت من الإعلامي والمخرج المسرحي بدر الدين حسن علي، ثم  عادت    إلى الكويت في أعقاب إعلان نظام نميري قوانين سبتمبر –سيئة الصيت- التي تسبب في هجرة المئات من الفنانين والمبدعين عن البلاد، لكونها أصبحت تمثل بيئة غير مواتية للإبداع والخلق الفني، وإشتغلت بشركة الإنتاج السينمائي الكويتية، وأخرجت هناك مجموعة من الأفلام الوثائقية، ومن أشهر أعمالها التي أخرجتها بالكويت (أوبريت السودان) مع الفنان الكويتي "غريد الشاطيء".
وعقب الغزو العراقي للكويت في العام 1990، غادرت حورية وزوجها بدر الدين الكويت، إلى القاهرة حيث عملت براديو وتلفزيون العرب (ART)، مديرةً للبرامج بقناة الأفلام، وقبيل رحيلها في العام 1998 بمستشفى القصر العيني بالقاهرة، وبعد معاناة مع السرطان، كانت حورية تفكر ولسنوات طويلة في إنتاج برامج عن السينمائيين السودانيين الذين أسهموا في تاريخ وصناعة السينما المصرية من قبيل إبراهيم خان وسعيد حامد.
وحورية حاكم أول مخرجة سينمائية سودانية، رحلت عن عمر لم تجاوز الخمس وأربعون عاماً، تركت إبنة وحيدة "مهيرة" تعمل حالياً مخرجة تلفزيونية بكندا، وكانت حورية خلال سنوات إقامتها بالقاهرة، قد خلقت علاقات وصلات إنسانية بالغة الفرادة مع ناشطي حقوق الإنسان، حيث كانت من أبرز نشطاء المنظمة السودانية لحقوق الإنسان، ومن أبرز الذين تعاملوا معها في ملف حقوق الإنسان الراحل د. حمودة فتح الرحمن والكاتب الصحفي فتحي الضو ومحجوب التجاني والصحفي محمد حسن داؤود وكمال رمضان.
ويقول المخرج السينمائي الطيب مهدي بأن حورية حاكم هي أول مخرجة سينمائية سودانية دارسة للفن السابع، وقال بأنها دفعة المخرج المخضرم أنور هاشم في المعهد العالي للسينما الذي تخرجوا منه في العام 1972، وقال بأنها قدمت مساهمات عظيمة إبان عملها بإدارة الإنتاج السينمائي بالسودان، مشيراً إلى أنها تنحدر من أسرة فنية (آل   حاكم) وبها العديد من النجوم الفنانين كحسن حاكم  وشقيقه  محمد وشقيق حوريه حاكم ، وقال بأنها طرحت معالجات فنية متقدمة منذ فيلم تخرجها الأول (عروسة ).
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏شخص أو أكثر‏ و‏لقطة قريبة‏‏‏



الأربعاء، 27 ديسمبر 2017

                                        مسرح لكل العصور
                     من المسرح العالمي : السيد بونتيلا وتابعه ماتي
بقلم : بدرالدين حسن علي 

 في تقدبمه الرائع لمسرحية السيد بونتيلا وتابعه ماتي  كتب عصمان فارس :         

        علي المسرح الحكومي الكبير لمدينة ستوكهولم تعرض مسرحية برتولد بريشت بونتيلا وتابعه ماتي،كتب بريخت هذه المسرحية من منفاه الفلندي سنة 1940.
              المسرح تحول الي ورشة عمل لغابة وابقار وعمال ينتظرون العمل حسب الارقام ومكتب العمل والتشغيل شاشة توحي لكل مشهد حسب العنوان أغاني بونتيلاعمال المسرح وممثلين يكسرون حاجز الايهام والاندماج،جمهور يرفض المأساة ليعي حالة الفرح .      بونتيلا في حالة السكر انسان بسيط وجميل المعشر وتعامله انساني ولطيف مع ماتي ومثل دوره فارس فارس، بونتيلا عندما يشرب القهوة وهو يعيش الصحوة يتحول الي انسان قاسي وعنيد وسلوكه قمعي في تعامله مع ماتي والاخرين، اابنته ايفا تقع في شباك حب ماتي .بريخت الذي كتب قصيدة الي الاجيال القادمة يقول في مطلعها:
         أنا اعيش في العصور المظلمة..
          بريخت وثق بشكل واقعي المعاناة في المأساة الحية لأوروبا بسبب المعاناة من الانظمة السياسية المستبدة كعلة للمعاناة وايجاد الامل في النضال ضدها ساخرآ من الوهم الذي يعيشه بونتيلا وكل ارباب العمل المستغلين، وشرح ووضع بريخت في كل اعماله الحلول البديلة لمسرحه والتغيير
         وجعل المتلقي يرفض الا ذعان من الناحية الذهنية ويتجنب المعاناة والهدف هو رفض النزام الفاسد والانقلاب علي أخلاقية النظام ومحاولة ابعاد المتلقي عن اثارة الشفقة العاطفية، نجد السخرية في مسرحية بونتيلا وماتي ا اشمزاز المتلقي من الحب والتعاطف مع سلوك في صورة البرجوازي او الاقطاعي وتبيان مايحبه المتلقي من مشاهد ورؤيته للحياة، واسلوب بريخت الملحمي قادر علي تعزيز التفكيرلدي المتلقي لدفعه الي اتخاد موقف مما يحصل والغاء المسافة بين المتلقي وخشبة المسرح، وبريخت ومحاولة التغيير و تحويل المسرح من مجرد سلعة بيد الاثرياء الي سلاح ووسيلة في توعية الطبقات المسحوقة فسلوكية بونتيلا الاقطاعي المنغمس في الخمر وفي اهانة واستغلال الاخرين مسرح السياسي والمسرح الشعبي خير نمودج مسرخية بونتيلا وتابعه ماتي              هذه المسرحية نموذج بديع ومتألف.
           استطاع المخرج الكسندرمور ان يمزج الموسيقي الحية والغناء واشراك لجميع في طقس احتفالي راقص مع المواقف الفكاية وكذلك التعليق النقذي اللاذع علي الواقع الاجتماعي وسلوك بونتيلا وكشف المستور من المألوف الغريب لدي المتلقي بريخت يدفعه الي التأمل والتفكير، فبونتيلا فرد منالاقطاعي والتي تحاول قهر الفئات الاخري،اكد بريخت علي ضرورة مشاركة المتلقي وكسر وهدم الايهام والاندماج لدي الممثل والمتلقي وكسر الحدث من خلال شاشة العرض ووضع عنوان مسرحية بونتيلا وماتي لكي يوحي لنا انها مجرد مسرحية وان يشرك المتلقي بشكل ايجابي في العرض المسرحي لكي يدرك ضرورة تغيير الواقع،لقد توصل المخرج بذكاء الي كل اسس وقواعد بريخت من حيث القواعد الفنية في العرض المسرحي من الشكل الدرامي واسلوب التمثيل والديكور والموسقي والفرقة الموسيقية والتي تهدف الي كسر الايهام والي التغريب اي اثارة وعي المتلقي بغرابة وتناقض الواقع الذي يعيش فيه والذي يتوضح من خلال العرض المسرحي       بريخت هجر ألمانيا عام 1933 بعد وصول الحكم النازي إلي السلطة وأتخذ من الدنمارك منفي اختيارياً له. وعاش فيها ست سنوات، ثم قام بنزوح طويل عبر عواصم المهجر الإسكندنافية حتي انتقل إلي روسيا ومنها إلي أقصي الشرق حيث ركب باخرة ووصل إلي كاليفورنيا علي الساحل الأمريكي الغربي.     هناك قضي بضع سنوات عصيبة، شعر فيها بعزلة شديدة حيث لم تعره الحياة الثقافية الأمريكية أي اهتمام يذكر.
         وفي خاتمة المطاف اتهمته لجنة مراقبة النشاطات المناهضة لأمريكا بالشيوعية وذلك أيام المكارثيةطبعت السياسة معظم أعمال بريخت المسرحية والأدبية.
           وكان لكتابات ماركس وهيجل التحليلية بالغ الأثر عليه، فحاول بريخت خلال مسيرته الفنية مخاطبة أكبر عدد من الجمهور، لإقناعهم بأهمية تحرير أدوات إنتاجهم من سيطرة رأس المال.
            ويندر أن يوجد مسرح في العالم لم يقدم صياغة لها بشكل من الأشكال برغم الطابع السياسي لأعمال بريخت نجت هذه الأعمال من الفجاجة والمباشرة التي تعيب عادةً المسرحيات السياسية. حتي بريخت نفسه كان ينحي بنفسه جانبا عن الأيديولوجيات في أعماله الادبية ولم يعرف عنه القيام بتعليقات مباشرة صادمة، فقد كان يفضل تجنب المواجهات الانتحارية مع الأنظمة التي كان يعيش في كنفها، كما يلمح المرء عنده محاولة مستمرة لمراجعة وتنقيح أفكاره وعدم الارتكان علي فكرة واحدة منتهية.
            مسرحياته الملحمية تسعي إلي تحفيز الجمهور علي إمعان التفكير حتي يُكوّن وعياً خاصاً به تجاه ما يراه، وذلك علي العكس من المسرح الدرامي أو الآرسطي حيث يكتفي الجمهور بدور المتابع السلبي. كما تمتد أفكار المسرح الملحمي إلي دور الممثل علي خشبة المسرح، محاولة تغير طابع وظيفة الممثل من مؤدٍ إلي عنصر إيجابي في المسرحية، حيث كان بريخت يدعو ممثليه إلي جعل قدر من المسافة بينهم وبين النصوص واتخاذ مواقف نقدية منها أثناء أداءها وليس فقط تكرارها بشكل ميكانيكي ان جميع مسرحيات بريخت ذات طابع سياسي حتي وان لن تتناول موضوعات سياسية ولكنها فيها نكهة وقيم انسانية في تجربة الانسان ومصيره،فحالة تشكيل الصراع في مسرحية بونتيلا الضحية هو ماتي،المسرحية مبنية علي حالة التنكر ما بين صحوة بونتيلا وازدواجية شخصيته هنا ندخل في مضاربات السياسة علي خشبة المسرح مابين التضليل والاحتيال والشعارات ومصير الانسان ومأزقه.
              وتفسير المخرج الكسندر مور لمسرحية بونتيلا وتابعه ماتي
بعد نجاحه في مسرحية حلم منتصف الصيف لشكسبير، أما في مسرحية بونتيلا وماتي استخدم مفردات وثقافة المجتمع الفلندي احتفال واغاني ومسرح الصخب والموسيقي و من بهارات ومكونات بونتيلا من الكوميديا وهي تعكس صورة وحيوية الانسان ونشوته وهو في قمة السكر،ولعبة الحب والعلاقات العاطفية مابين ماتي وابنة بونتيلا ايفا، المسرحية تجمع هياكل عالم الوهم والحب والاستغلال والشقاء وسلبية جشع الانسان وبذلك كنت اشاهد انسجام الجمهور رغم طول مدة العرض اكثر من ثلاث ساعات وربع مع الاستراحة.
              لكنهم منسجمين مع الموسيقي والغناء والسعادة والمتعة والتي يديرها ويقودها عمال المسرح وعملية تحريك قطع الديكور واعطاء الاشارة بالبدء والختام اراد المخرج ان يوحي لنا اننا مدعوون الي حفلة لجو احتفالي ومسرحية يديرها هو وكل العاملن معه.
                 عاد بريخت إلي برلين عام 1949 وشارك في تأسيس المسرح البرليني أو "برلينيرانسامبل" ، واصطدمت بعض أعماله مع العقلية البيروقراطية لموظفي الهيئات الثقافية، حتي أن بعض أعماله رفضت.
        في آواخر حياته استطاع تأسيس مسرحه الخاص، وفضل استثمار معظم وقته في التركيز علي كتابة أعمال جديدة وإخراجها للمسرح  ، وفي تلك الفترة نجح بريخت في اجتذاب عدد كبير من المواهب إلي مسرحه، فأصبح المسرح مصنعاً للأفكار الجديدة، المتلقي يطور امكاناته وأدواته الثقافية لكي يتواصل مع التطور الفكري والتقني في المسارح الحديثة،وظيفة المسرح الملحمي هي التوعية والتنوير وعملية المزج مابين التحريض والتسلية بطريقة ادخال الاغنية والراوي وكسر الايهام والاندماج لدي الممثل وتحرير المتلقي من حالة الاندماج،ويعتبر منهج بريخت صالحآ لكل العصور والازمنة لكونه يطرح ثيمة العدالةالاجتماعية ويجعل المتلقي في موقع المفكر والمتأمل،وطريقة كسر الايهام ومحاولة احداث صدمة تلقي بظلالها علي الاخراج والتمثيل وكذلك المتلقي وجماليات العرض المسرحي ولكي يتم وتبقي وشائج التواصل مابين المرسل والمتلقي لأن المسرح لم يعد مكانآ للتسلية والترفيه وتضييع الوقت.
            وعملية فهم ومتابعة المعاني في العروض المسرحية والتجارب الحديثة وذلك لتعدد العلامات والاشارات والدلالات السمعية والمرئية،عندما تنتهي مهمة المؤلف كما يؤكد رولان بارث تبدأ مهمة القارئ في تفسير وتأويل كل الدلالات النائمة في سرير النص المسرحي وياتي دور المخرج لكي يفكك ويعرف الكلمة وطياتها بأوكسجين الحياة واستراتيجية التلقي واهمية ودور المتلقي في كسر رتابة الحياة والتحليق في فضاء حميمي مابين المرسل والمتلقي الغاء كافة الحواجزبعض المسرحيات فيها نكهة وخصوصية مابعد الحداثة مثلآ يكون العرض في حجرة او لوكال لم يعد هناك مكان لخشبة المسرح.في الطقس المسرحي الحديث يبقي المتلقي علي صلة دائمة مع الثقافة ويجد المتلقي نفسه مبهورآ امام مشجب هائل من الارساليات والرموز والدلالات يتوجب علية استيعابها ودوره الفاعل في فهم كل الخطاباتالفنية والجمالية ومحاولة تحليل كل الشفرات التي اختارها المخرج في عملية الاكتشاف والاختراع والابداع في فلسفة العرض وثقافة المخرج وفريق العمل والجمهور، المشروع المسرحي يتطلب تجاوز الركود والاحادية والخوض في روي،وطرح شفرات وأسئلة تحمل بعدها الكوني واسئلة جوهرية تساهم في تغيير الواقع دون أن ننتظر التعليمات من احد فعملية التحرر والتعبير تعطي الحياة معني ودلالة تحفز المتلقي وتطلعاته الي غايات ارحب واوسع فتنمية الخيال تحتاج الي الحرية، وبوابات الفعل المسرحي تحتاج الي أسئلة متعددة ودراسة مستنيرة تلامس عصب الحياة، فيشكل المتلقي في المسرح الحديث اهمية في قلب الاحداث ومشارك مهم في العرض المسرحي،وان قسوة الحدث في مسرح انتونان ارتو يصل فزعها وصدماتها الكهربائية الي قلب ونبض المتلقي فيجعله جزء من الحدث، فالمسرح الحديث يتجاوز الركود والخمول فشكسبير يكتب مسرحياته وهو مرتبط بروحية مجتمعه الانكليزي وعليه عندما يقدم مخرج علي اخراج اي مسرحية لشكسبير وسوفوكليس ان يراعي سياقات مهمة وعلاقتها بموضوعات وفهم بنية المجتمع المعاصر والا سيتحول ويصبح العرض المسرحي مجرد موضوع هامشي وتسود حالة النفور من العروض المسرحية وتحول المسرحيات الي جمهور النخبة،ويصبح العرض المسرحي بعيد عن حيثيات التلقي من الجمهور.فالمعالجة الاخراجية واختيار المكان وكذلك التفسير والتأويل في تجسيد الصورة الفنية اي اللوحة البصرية والحركية تغدي جسد العرض المسرحي وتحرك الخلايا الميتة فيه، ويأتي دور الناقد في مد جسور الاتصال مابين العرض وعملية الابداع الفني والتلقي.فالمخرج هو المحرك والذي يقوم بتفعيل ذلك التلقي من خلال فهمه للبنية الاجتماعية والسياسية والثقافية والفكرية ولكل مايخص مجتمعه ويشكل الفكر النقدي اهمية كبري في كل منظومة العلاقات الموجودة مابين نظرية العرض المسرحي واستراتيجية التلقي،وتأتي اهمية الناقد في ملامسة العرض المسرحي وخلق اهمية التركيز علي بنية العرض والربط بين اي مسرحية والواقع المعاصر من خلال بعض الاستدلالات اللغوية ولغة الاشارات، فبنية النص تتحكم بها مقص المخرج المعاصر بفك كل العقد قيها وتحيل شرايين النص الي بنية العرض الفني،احيانآ تقودنا فانتازية ورؤية المخرج السحرية الي خلق طقوس وفضاءات سحرية. جماعية العمل المسرحي تتجسد من خلال النص المسرحي ورؤية المخرج ومساعدة الممثلين واضافات الدراماتوج السينوغراف وتحديد الزمان والمكان المناسب واستكمال بنية العرض،المسرحي اما ان يكون العرض المسرحي هو الركيزة الاساسية لأي نشاط مسرحي،ولايشكل النص سوي عنصر ثانوي كبقية العناصر الاخري التي يحتاجها العرض،وغير ممكن اعداد النص مسرحيآ الا عندما تتوفر فيه شروط العرض المسرحي
واي عندما ينجز فعل الفرجة،وراح بعض المخرجين الي الحكم
بقسوة علي النص حيث رفضوا التعامل مع النص المكتوب علي اساس ان المسرح هو مجرد هذه الاحتفالية الحية وحالة الارتجال والفعل مابين الممثلين والمتفرجين والشاهد علي ذلك هو تعريف انتونان ارتو للمسرح واهمية المسرح في في تحريك المتفرج ويؤثر فيه كما يؤثر الطاعون في جسم الانسان، المسرح المنشود هو المسرح التواصلي معد ويؤثر ولايتقيد بنص
مكتوب ويهتم بجانب اللغة المسرحية التي تراعي الافكار ووسائل التعبير عنها اكثر من المكتوبة.ربما تكون فكرة ارتو للمسرح قريبة من مسوغات اللسانيون في تحليل اللغة واهمال الكلام،واعتبار اللغة هي قانون ونظام من العلامات والتي تشكل بلاغآ انسانيآ ضمن المجاميع البشرية، والكلام غير قابل للتحليل وتجسيد اللغة، واللغة المنطوقة تعبر عن الفكر علي عكس اللغةالمكتوبة..ارتو اراد لغة قادرة عن التعبير بكل علاماتها المرئية والمنطوقة والمسموعة،اللغة المسرحية بالنسبة لاارتو هي لغة الشعر المسرحي اي صعبة ومعقدة تحوي كل عناصر الموسيقي والرقص والايماء والرسم والحركة والسنوغراف.حتي الكاتب المسرحي أداموف اكدعلي اهمية العلامات في العرض المسرحي،المسرح مرتبط بالعرض المسرحي وبشكل وثيق اي اسقاط حالات انسانية وصور ضمن عالم محسوس وتقديم المضامين الخفية في المسرحية بحيث تتطابق شكلآ وقالبآ مع المضمون الواقعي الجميع ويؤكد هونزل واحد مشاهير المدرسة البنيوية والسيميائية"أن كل شيئ موجود علي خشبة المسرح هو اشارة لشيئ اخر،الاشارة في المسرح تختلف عن الفنون الاخري بتعدديتها الوطيفية والقدرة علي التحول،الموسيقي تعتمد علي عنصر النغم وكذلك السم علي اللون الشعر علي اللغة والرقص علي الحركة ويتميز المسرح في اعتماده علي كل هذه العناصر وتوحيدها في خصائص مسرحية وتحريرها من كل القيود ولاتكون ذاث قوالب جامدة وثابتة.فالفعل المسرحي يشبه التيار الكهربائي والعناصر الدرامية عبارة عن موصلات لنقل التيار مابين الاخر،الاظاءة المسرحية تشكل والسينوغراف تشكل رمز للعرض المسرحي،فجمالية الفن الدرامي هو من خلال الجانب البصري وفن الصور،فنوع الاظاءة الشمسية والمشعة ترمز الي النهار والاضاءة المعتمة ترمز الي الليل وكذلك الموسيقي بايقاعها ونغمها ترمز الي حالة ما،وكل تشكيل علي خشبة المسرح يمثل ويشير الي الوظيفة الصورية والبنيان المعماري،والمكان الذي يؤدي فيه الممثل يشكل بعدآ دراميآ ويقتضي تحرير المسرح من صفة البناء وتحرير الممثل من الجنس البشري فكل شيئ يتحرك يشكل يتحرك يشكل الشخصية الدرامية علي سبيل المثال مسرح الدمي وخيال الظل والاراجوز وكذلك الاشارات الصوتية والضحكات والصراخ من خلال الراديو،الاشارة والفعل الدرامي تحرر من صندوق وعلبة ومعمار خشبة المسرح وخرج الي الشارع والي الساحات العامة والملاعب


  


   إنها رائعة الكاتب المسرحي الكبير برتولد بريخت ، والبعض ينطقها برتولد بريشت ، ولن نجعل من هذا معركة !فهي مسرحية  التخرج  في معهد الموسيقى والمسرح عام 1973بمشاركة زملائي من الطالبات والطلاب : نعمات عبدالرحيم صبحي ، الطيب المهدي ، عزالدين هلالي ، إبراهيم أحمد بخيت ، عبدالحفيظ محمداحمد ، سيداحمد الطاهر ، عبدالعظيم كباشي وعمر الطيب الدوش ، أحرزت الدرجة الأولى وكانت المسرحية قدمت على خشية مسرح الفنون الشعبية " دار المرشدات سابقا بأم درمان " .
                                 إمتلأت القاعة عن آخرها ، وكان من بين الحضور إبن خالي عبدالله عثمان بابكر وصديقي الفاتح رحمة حيث قدما لي دعوة للسهر معهما والحديث عن المسرحية وعن برتولد بريخت والمسرح الملحمي .

                                   لم أكن في ذلك الوقت قد زرت ألمانيا الديمقراطية ، ولا شاهدت البرلين إنسامبل ، ولكن قرأت عددا من مسرحيات بريخت  مثل : بعل - طبول في الليل - إدوارد الثاني ملك إنكلترا - أوبرا الفروش الثلاثة - صعود وسقوط مدينة مهاجوني -حياة غاليليو - الإستثناء والقاعدة - الأم - دائرة الطباشير القوقازية وغيرها
                             إمتلأت قاعة المسرح بالجمهور والبعض ظل وقوفا ، كان ذلك أول عرض يسترشد بنظرية المسرح الملحمي مطبقا إرشادات برتولد بريخت ومسرح البرلين إنسامبل " المسرح الصغير " في برلين .
روعة وعظمة المسرحية في كونها لا تتحدث عن فكرة محورية ، ولا تتبنى أيدولوجية معينة ، وإنما تستمد مفهومها من الملاحم الشعبية التي يمكن أن نجدها في أي بقعة على ظهر الكوكب .
تتحدث المسرحية عن السيد بونتيلا المحاط بهالة من العظمة الأسطورية كأحد كبار الإقطاعيين في قريته ، هالة لا يهتم من أحاطوه بها بكونه أحد الظالمين الفسدة الذين يتناقض خطابهم بين قمة الفساد وقمة الإصلاح ، تماما كما يحدث اليوم في السودان / منتهى الفساد ولكنه بأمر الله ويقولون منتهى الإصلاح ، هذه المسرحية التي رأت النور في السبعينات لا يمكن.
 أن تقدم اليوم .
روعة بريشت أنه جعل السيد بونتيلا عندما يشرب وتأخذه نشوة الخمر وتسكره تظهر إنسانيته ، فيكتشف فداحة الجرم الذي إرتكبه في مجتمعه  فيقر بأنه رجل شديد السوء ، يحارب المباديء ويترصد أصحابها ، ثم يبكي ويتمنى أن تسقط الحواجز بينه وبين مجتمعه ، ثم يتوب ويتوب ، ويطلق تصريحا يحمل بين سطوره الأمل في التغيير ، ويتعهد فيه بلم شمل أهل القرية وتحقيق مطالبهم حتى يمكنه أن ينعم بينهم بحياة أكثر هناءا ، وأنه قرر التكاتف معهم بحكم موقعه لبناء غد اكثر إشراقا ، وعندما يفيق ويصحو من سكرته ينقلب إلى وحش حقيقي ، له مخالب الطبقة المستغلة وأنيابها ، وفيه قسوتها وخداعها ، إنه كائن عاد إلى أطماعه واستغلاله من جديد ، ونسي ما تعهد به وكأنه لم يكن ، وكأنه لم يسكر قط !!! الخمر في المسرحية رمز ؟؟؟؟
وبين سكر " السيد بونتيلا " وصحوته يظهر تناقض خطابه ، وتناقض الخمر واللبن ، وتضارب قراراته تضارب الليل والنهار ، وكأنما أخرج السكر حقيقته الكامنة ، وكشف ستر إحساسه الدفين بالذنب الذي يرتكبه في صحوته التي يحياها لحماية مصالحه وأملاكه ، ووصف رقاب معارضيه الذين يعترف بنبل مقاصدهم إذا سكر بأنهم من الغوغاء ، فيتراجع عن وعوده الطيبة وكلماته الرحيمة ، ويتنكر لكل تصرفات سكره التي تمثل قناعته بما ينبغي أن تكون عليه الحقيقة التي ينكرها في صحوته !
يبحث " السيد بونتيلا " عن أولئك الندامى الذين إعتاد إستمالتهم بدعوتهم للشراب ، فيجدهم وقد تساقطوا من على كراسيهم ثمالى بمن فيهم قاضي المدينة وصاحب الكلمة الرسمية العليا فيها ، فيرى نفسه وحيدا لن يسمعه أحدهم وإن تحدث عن مغامراته ومشاريعه فلن يسمعه إلا ساقي الحانة ، ذلك الذي كثيرا ما استخدمه فسبر غوره وعرف أبعاده وثمنه ، فأنفت نفسه عن منادمته ، وفجأة يقبل تابعه " ماتي " بعد أن تركه السيد ينتظر في الخارج كثيرا ، يدخل وقد لسعه البرد والجوع ، فيقبل على بقايا مائدة السيد يتناول فتاتها مرغما مكرها ، ربما ناعيا حاله وما وصلت إليه وكيف أنه الأولى بالمكانة التي يرفل فيها سيده ، ومع ذلك ف " ماتي " لا يفارقه عقله البارد ومحاولته للظهور بمظهر الذكي المتزن ، أو السياسي المحنك ، عسى أن يمكنه ذلك من إقتناص فرصة تضمن له بعضا من الإنتعاش المحدود الذي لا يمكن لتفكيره الضعيف أن يصل إلى أبعد منه ، فيسعى لإختبار إنسانية سيده السكران ، فيحكي في إحتيال خائب وسذاجة بادية عن قصص الأشباح التي تظهر في ضيعة السيد وكيف أن رائحة اللحم المشوي كفيلة بإبعادها !!
ولكن السيد لم يكن أبدا بذلك الغباء ، حتى في حالات سكره الذي لم يمنعه من طرد ذلك العامل الإشتراكي الذي تجرأ وطالب بحقوق العمال ، فأذنه ترفض سماع ما لا يحب سماعه ، وهو يعلم جيدا ما يخطط له تابعه " ماتي " حتى وإن توقف طموحه عند قطعة من اللحم المشوي ، فيغير الموضوع بحرفنة من يجيد المراوغة ، ويحدثه مضطرا فلم يبق غيره نديما ، يحدثه عن خطاياه في حق أهل القرية ، وكيف أنه يتمنى أن يجعل من صديقه " ماتي " وكيلا عنه يرعى شؤون العاملين في المزرعة والقصر ، يحدثه عن طموحاته الخاصة ومشاكل جشعه المادي والمعنوي ، وكيف أنها تحتاج لتمويل لن يتحقق إلا باستغلال مزرعة القرية الكبرى التي منحته تلك الهالة الأسطورية وقصرها المنيف ، أو بالغرق في بحار الود والغرام مع تلك الشمطاء العجوز التي تطمع في تنوير المزرعة لتنتعش مزرعتها المقابلة على الطرف الأخر من القرية .
يصمت " ماتي " ولا ينصح سيده بشيء ، يتركه يواجه مصيره المحتوم عندما يثور أهل القرية ، إضافة إلى أن ما يقوله السيد يخرج عن نطاق إستيعابه الذهني وطموحه السياسي الذي توقف عند قطعة اللحم المشوي !فينهضان لمغادرة الحانة ، "ماتي " مرغما ، يحمل ذلك الفاقد الوعي القاضي السكران بخمر السيد ، وأمامه يمضي السيد مترنحا ثملا ، يرغمه على التوقف مرة بعد أخرى لسماع خططه عن المستقبل ، بينما " ماتي " يئن من وطأة ثقل القاضي على كتفه ، ويخشى الإعتراض على الحمولة أو التملل من سماع السيد ، وترتسم على وجهه علامات  البلاهة ظانا أنه يمنع نصحه وخبراته السياسية عن سيده بونتيلا ، بينما الحقيقة أن منتهى تفكيره توقف عند حدود قطعة اللحم المشوي .




السبت، 18 نوفمبر 2017

الشوق والريد والحب البان في لمسة ايد اغاني نقولا ونقول ونعيد والزهور حولينا زي طفل وليد وكل الاشواق اهه بتجرح قلب المشتاق كل الاشواق* ديل ياهاجر ليك في رسالة لوروحك يوم تنسي دلالة نشوفنا قريب وماتتعالي ونسال عن حاله ونعيد الكان* نعيدالكان حليل الكان نخلي الحب يسرح بينا ويفر جناحيه يطير بينا نشوف الدنيا ربيع وزهور ونسكت وتتكلم عينينا ونعيد الكان ليك رسالة لوروحك يوم تنسي دلاله ليك رسالة* نعود احباب زي ماكنا كل الحب ننسي الجنة ياحبيب الروح يااغلي غرام اسال قلبك برضو يقول لك لوكان حنا

الاثنين، 8 مايو 2017

                            .
بريد المدينة
                    ملاحظات حول صحيفة أخبار المدينة " 2 "
بقلم : بدرالدين حسن علي
    اليوم أكثر ما يزعجني ضعف الإخراج   والتصميم                وهما   جانبان الأول جمالي والثاني وظيفي، فهو يعد خطوة مهمة من خطوات إصدار الصحف لعرض المضامين التحريرية على الصفحات، وبشكل جذاب ومميز. وان التطور التكنولوجي الذي أصاب مختلف وسائل الاتصال اثر بشكل كبير على المضمون والشكل الإخراجي للصفحات
                    فالإخراج الصحفي (Layout) " هو فن تطبيقي لهُ أَغراضه ،  فالصحيفة تصدر ليقرأها الناس، وكلما سهلت عملية القراءة كان ذلك دليلاً على نجاح الإخراج الصحفي"
               والتصميم (Design) هو رسم أَولي يوضح تصور المصمم لعمل الصفحات في الصحف متوخياً توزيع العناصر البنائية، توزيعاً يضفي عليها وضوحاً وجمالاً، ولا يراعى في الرسم الأولي ضوابط الدقة إلا لحفظ النسب في ألإبعاد .





الإخراج الصحفي الرقمي
وصلت الصحافة  إلى مرحلة جديدة تتحكم فيها التقنية الرقمية في مختلف اطرافها وعملياتها ،  بدءاً من إعداد المادة التحريرية وصفها ومروراً بتصميم الصفحات وإخراجها، ووفق هذا النظام الجديد للإنتاج الرقمي للصحف سوف تتحد حدود الكلمة والصورة والرسوم والصوت والتي ستعمل معاً وبشكل تفاعلي لإنتاج مستندات ووثائق ذات جودة ودقة ومرونة، إذ تقوم فكرة الإنتاج الرقمي (Digital Production) للصحيفة على أساس التجميع الكامل لعناصر الصفحات من نصوص وصور ورسوم وإعلانات وغيرها من العناصر البنائية على شاشة حاسوب واحد يضم المراحل الإنتاجية كلها، أو على مجموعة من الحاسبات المرتبطة معاً من خلال شبكة إنتاجية واحدة (3). وبلغ التأثير الأكبر لتقنيات الصحافة على الإخراج الصحفي في جوانبه المختلفة في إعداد الإشكال والتصاميم الأساسية للصفحات، فضلاً عن بناء الوحدات البنائية حداً كبيراً توصلت معهُ الصحف إلى استخدام التقنية الرقمية (الحاسبات) بشكل رئيس في إخراج وتنفيذ صفحاتها بطريقه آلية، وهو ما وصفهُ (جوزيف م. بونقارو) بالإخراج الإلكتروني "وهو يعني العملية الحاسوبية التي يتم فيها بناء الوحدات (البنائية) باستخدام العناصر المختلفة من الحروف والصورة وعناصر الفصل.... وكذلك التأثيرات الخاصة بالأرضيات المختلفة...الخ ومن أهم البرامج الخاصة بأنظمة الإخراج الرقمي، برنامج صانع الصفحة(page Maker) وبرنامج كوارك أكسبرس(Quark Xpress) إضافة إلى برنامج الناشر المكتبي(Ready Set Go) وبرنامج الناشر الصحفي(Design Studio)، وجميع هذهِ البرامج تعمل وفقاً لنظام ماكنتوش، وقد عملت شركة ديوان على تعريب أغلب هذهِ البرامج ويعد برنامج الناشر الصحفي أول برنامج متعدد اللغات متخصص في النشر الصحفي وإخراج الصفحات وفرز ألألوان()، ويضاف إلى هذهِ البرامج برنامج العربي للنشر الذي يعمل وفقاً لنظام I.B.M وهو أول برنامج معرب يعمل وفقاً لهذا النظام، وكذلك (Oryxالذي صممتهُ شركة "لينوتيب هيل" ليعمل وفقاً لنظام I.B.M وهو أول برنامج عربي للإخراج الصحفي
الرقمي ،وقدمت التكنولوجيا الرقمية للمصممين والمخرجين نظاماً جديداً من الخبرات والإبداع في مجال عملهم (الإخراج الصحفي)، وظهور التكامل الرقمي بين الحروف والصور من خلال جيل جديد من نظم التجميع الرقمي للصفحة، وكانت هذه الآلات المكلفة مادياً تحصل على مدخلاتها من أجهزة المسح بالليزر التي تتمتع بقوة  أداء  عالية وقواعد بيانات وأشكال الحروف الرقمية، وهو ما أتاح للمصمم والمخرج الصحفي القيام بتجميع هذه العناصر جميعها على الشاشة للحصول على صفحات كاملة (5). وبذلك بدأت الصحف تتحول من منتج مطبوع إلى منتج يتم استقباله على الشاشة. وقد أتاحت شبكة الإنترنت مجالاً رحباً، ومرونة في التصميم وإخراج الصفحات الإلكترونية، فقد منحت الشبكة للمصممين القدرة على الإبداع في التصميم بما يناسب مستخدمي الشبكة الذين يتطلعون لتصاميم سهلة تيسر عليهم الوصول إلى محتويات الصفحات (المواقع)، ولقد تحقق للصحف الإلكترونية ذلك بفعل الاعتماد على النصوص المتشعبة التي تضم عنصري الشكل والمحتوى، ويعتمد إنشاء وتصميم وإخراج المواقع على الإنترنت على عدد من القواعد والعناصر التي تكون في مجملها أسساً تساعد على سهولة القراءة وسهولة الحصول على المعلومات من الموقع  ، ومن أهم هذه القواعد الإلمام بلغة ترميز النصوص المتشعبة وما يتطور عنها، مع الفهم الصحيح لِماهية الصحيفة أو الموقع الإلكتروني مع ضرورة ضمان سهولة التعامل مع الموقع وقابليتهُ للاستخدام (6). وإن نجاح الموقع الإلكتروني يعتمد بشكل كبير على حسن إخراج صفحاتهِ خاصةً الصفحة الرئيسة التي تمثل الواجهة الرئيسة للموقع، باعتبارها أول ما يقع عليه عين القارئ (المستخدم)، كما أَنّ الصفحة الرئيسة تعطي انطباعا عاماً عن قدرات الموقع وإمكاناتهِ (7). وبشكل عام تعنى المواقع الإلكترونية بخدمة المتلقين من خلال جذبهم عن طريق سهولة التصفح، وتسهيل عملية تنقلهم من رابط إلى آخر، كما تعمل هذهِ الصحف والمواقع على تسهيل حركة عين القراء من خلال توزيع الوحدات والعناصر الإلكترونية على الصفحات بطريقة سهلة ومريحة بما يحقق قدر من سهولة القراءة مع تحقيق الترابط المنطقي بين إِجزاء الرسالة الإعلامية (8). ويحقق إخراج الصحف الإلكترونية العديد من الإبعاد الاتصالية للمضامين المقدمة ،وتتمثل هذهِ الإبعاد في إضافة معانٍ للرسالة الإعلامية إلى جانب إضافة البعد التفاعلي الذي يعد سمة من السمات الرئيسة للاتصال عبر الإنترنت كما يمكن من خلال إخراج الصحف الإلكترونية إكساب هذهِ الصحف شخصيات متميزة تعبر عن هويتها الخاصة التي تنفرد بها كل صحيفة عن الأخرىات، كما يحقق إخراج الصحف الإلكترونية ربط المضامين المقدمة بسياقها التاريخي والجغرافي، والاقتصادي...(9)، ويمكن لمخرجي الصحف الإلكترونية توظيف الوسائط المتعددة لدعم المعاني التي تحملها الموضوعات المنشورة، ولاسِيمَّا صور الفيديو، والتأثيرات الخاصة التي يمكن القارئ من التفاعل مع تلك النصوص، ويتحقق ذلك انطلاقا من أَنَّ الوسائط المتعددة لديها القدرة على الاستحواذ على المدارك السمعية والبصرية لمستخدمي الشبكة، كما يحقق استخدام الوسائط المتعددة العديد من الإغراض الاتصالية، ومن أهمها تقليل الجهد الذي يتعين أَنْ يبذلهُ القارئ(المتصفح) للحصول على المعلومات والإخبار(10) يجمع الخبراء على أنْ هناك علاقة وثيقة بين تصميم وإخراج الصحف الإلكترونية والصحف المطبوعة، حيث يمكن الاستعانة بالمبادئ العامة في تصميم المطبوعات عند تصميم الصحف الإلكترونية، ويرى آخرون أَنْ (80%) من قواعد تصميم وإخراج المطبوعات يمكن استخدامها في المواقع الصحفية الإلكترونية وخاصة ما يتعلق باستخدام الألوان والفراغات والتباين وهو ما يؤدي إلى تشابه جوانب التصميم في الوسيلتين إلى حدٍ ما ويستخدم مصممو الصحف الإلكترونية العناصر نفسها التي يستخدمها مصممو الإصدارات الورقية تقريباً من عناوين ونصوص وصور وألوان، وفواصل وجداول... إلى جانب عناصر أخرى جديدة خاصة بالإصدارات ألإلكترونية
مثل :الوصلات، وآليات ووسائل التجوال حيث يسعون لتحقيق القيم ألأساسية، الاتزان والتباين والتناسب والتجوال والوحدة والتميز والإيقاع
(11) إذ أَنّ الاعتبار الأساسي عند إخراج صفحات الويب بصورة عامة هو خلق بيئة بصرية تنظم المحتوى المقدم، إذ أَنهُ بمجرد أَنْ ينقر المستخدم على الصفحة يشعر بالانجذاب نحو ما يرى، ويفهم كيف يستطيع الوصول إلى المعلومات التي يريدها من الموقع
  بحث في الصحافة الالكترونية – بقلم: الصحفي / عباس غازي العطار
 مقدمة :
  شهدت المجتمعات المعاصرة خلال العقدين الماضيين ثورة من المعرفة والمعلومات ، ولقد تعاظم هذا الدور خلال السنوات القليلة الماضية بدرجة يمكن معها القول أن تراكم هذه السنوات من علوم ومعرفة  يفوق ما حققتها البشرية عبر آلاف السنيين .

فلقد شهد المجتمع المعاصر في نهاية القرن العشرين تطورات سريعة في كافة جوانب الحياة الاقتصادية والسياسية والتكنولوجية ، خاصة في مجال الاتصال والإعلام حيث احتلت الحاسبات الآلية والأقمار الصناعية وشبكات المعلومات الحديثة (الانترنيت) دورا هاما في نقل المعرفة والمعلومات وكافة مواد الاتصال بين المجتمعات بشكل مباشر .
إن العالم اليوم أصبح في ظل هذه التطورات (قرية صغيرة) فما يحدث في أي مجتمع ينقل بالصوت والصورة الى باقي المجتمعات لحظة حدوثه.
وتظهر أهمية التطورات التكنولوجية في مجال الاتصال والإعلام في المجتمع المعاصر نتيجة لتعدد آثارها الايجابية والسلبية والمتزايدة على بنية المجتمع ، خاصة ما يتصل بتغيير كثير من القيم والمظاهر التقليدية التي ارتبطت بمجتمعات بعينها في فترات سابقة ، وظهور أنماط جديدة من العلاقات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية بل والسياسية أيضا والتي تشكلت في أطار العولمة الإعلامية .
هناك محاولات كثيرة لوضع تعريف واضح للصحافة الالكترونية قام عدد من الباحثين بمحاولة لتحديد مفهوم الصحافة الالكترونية
(( اثر التعرض للصحف الالكترونية على إدراك الشباب الجامعي للقضايا السياسية العربية )) يثبت لنا مفهوم الصحافة الالكترونية بأنها: ( الصحف التي يتم إصدارها ونشرها على شبكة الانترنيت ، وتكون على شكل جرائد مطبوعة على شاشات الحاسبات الالكترونية  تغطي صفحات الجريدة وتشمل المتن والصور والرسوم والصوت والصورة المتحركة ) . (
  يثبت الدكتور رضا عبد الواجد أمين المفهوم
 الآتي : ( هي وسيلة من الوسائل متعددة الوسائط multimedia تنشر فيها الأخبار والمقالات وكافة الفنون الصحفية عبر شبكة المعلومات الدولية الانترنيت بشكل دوري وبرقم مسلسل ، باستخدام تقنيات عرض النصوص والرسوم والصور المتحركة وبعض الميزات التفاعلية ، وتصل إلى القارئ من خلال شاشة الحاسب الآلي ، سواء كان لها أصل مطبوع ، أو كانت صحيفة الكترونية خالصة  .
 ومن بين جملة التعريفات التي عرفها الباحثون الغربيين أمثال ( ماكلوهان وسبيل وسمث وتوفلر ... الخ ) والعرب أمثال ( فايز عبد الله الشهري وإحسان محمود الحسان ... الخ )  يعرف الصحافة الالكترونية الدكتور عبد الأمير الفيصل في كتابه الصحافة الالكترونية في الوطن العربي بأنها ( جزءا من مفهوم واسع واشمل وهو النشر الالكتروني ، الذي لا يعني فقط مجرد استخدام أنظمة النشر المكتبي الالكتروني وأدواته أو أنظمته plate-to-computer المتكاملة ، اذ يمتد حقل النشر عبر الانترنيت (online poblishing  ) أو توزيع المعلومات والأخبار من خلال وصلات اتصال عن بعد أو من خلال تقنية الوسائط المتعددة وغيرها من النظم الاتصالية التي تعتمد على شبكة الحاسبات ، وتعتمد نظم النشر الالكتروني عموما التقنية الرقمية التي توفر القدرة على نقل ومعالجة النصوص والصوت والصورة معا بمعدلات عالية من السرعة والمرونة والكفاءة .
أنواع الصحف الالكترونية
تنقسم الصحف الالكترونية على شبكة الانترنيت إلى نوعيين رئيسين هما :
1. الصحف الالكترونية الكاملة :on – line newspaper وهي صحف قائمة بذاتها وان كانت تحمل اسم الصحيفة الورقية ( الصحيفة الأم النسخ الالكترونية من الصحف الورقية : وهي مواقع الصحف الورقية النصية على الشبكة ، والتي تقتصر خدماتها على تقديم كل أو بعض مضمون الصحيفة الورقية ، وخدمة تقديم الإعلانات لها والربط بالمواقع الأخرى .
ويرى فهد العسكر وعبد الله الحمود إن الإصدارات الالكترونية على شبكة الانترنيت تنقسم بحسب مدى التزامها بسمات الصحافة الالكترونية إلى نوعين :
النوع الأول : الصحف الالكترونية : وهي تصدر عن مؤسسات صحفية لها إصدار مطبوع ، ومع ذلك لا يشترك الإصدار الالكتروني مع الإصدار المطبوع إلا في الاسم والانتماء للمؤسسة الصحفية فقط والصحف التي تصدر بشكل الكتروني مستقل ، دون الارتباط بإصدار مطبوع ، بحيث تؤسس الصحيفة على إنها الكترونية .
. النوع الثاني : النسخ الالكترونية من الإصدارات المطبوعة : وهي النسخ التي تصدر عن مؤسسات صحفية لها إصدار مطبوع ، وبالتالي فهي بمثابة إعادة نشر ما سبق نشره في الإصدارات المطبوعة . وفي كتابه الاتصال والإعلام على شبكة الانترنيت يصنف الدكتور محمد عبد الحميد صحافة الشبكات إلى أربعة أشكال من خلال مجالات المشاركة إلى الآتي :
1. المواقع الإخبارية السائدة :( وهي المواقع شائعة الاستخدام كوسيلة إخبارية على شبكة الويب 2تقدم مختارات من المحتوى التحريري المرتبط بالوسيلة الأم cnn , bbc  والجزيرة ، أو منتجا مخصصا للنشر على الويب  .
3. مواقع الفهارس والتصنيف : وهذه المواقع ترتبط غالبا بأي من محركات البحث  مثل جوجل التافيستا ياهو وكذلك بعض من شركات بحوث التسويق والوكالات مثل وبعض المشروعات الفردية .
4. مواقع التعليق على الأخبار وآراء الإعلام ( وتنتمي هذه الفئة في بعض الأحيان إلى الصحافة الرقابية) وفي أحيان أخرى تعتبر امتدادا لفئة مواقع الفهارس والتصنيف مثل مواقع المناقشة والمشاركة
5. ويجسد هذا الشكل العلاقة بين المحتوى والاتصال أي ان الناس تريد الاتصال بالآخرين على المستوى العالمي .
خصائص الصحف الالكترونية
للانترنيت خصائص كثيرة ألقت بضلالها على الصحافة الالكترونية بشكل خاص ومن هذه الخصائص هي :
1. خاصية التنوع : كان الصحفي يواجه مشكلة المساحة المخصصة لانجاز مقالة إخبارية ما على مستوى الصحافة التقليدية (( الورقية )) .
2. خاصية المرونة : تبرز خاصية المرونة بشكل جيد بالنسبة للمتلقي (( مستخدم الانترنيت )) إذ يمكنه إن كان لديه الحد الأدنى من المعرفة بالانترنيت ، إذ يتجاوز عددا من المشكلات الاجرائبة التي تعترضه .
وحيث يشير الدكتور ماجد تربان إلى خصائص عدة منها :
التفاعلية .
العمق المعرفي .
المباشرة أو الفورية .
التحديث المستمر للمضمون المقدم .
تعدد خيارات التصفح .
سهولة التعرض .
النشر على نطاق واسع .
القدرة على الربط بين العناصر المتعددة داخل هيكل المعلومات .
استخدام الوسائط المتعددة .
الأرشيف الالكتروني الفوري .
التفتيت أو اللاجماهيرية .
القابلية للتحويل .
التمكين .
الخدمات المضافة والقائمة على السرعة .
الشخصنة .
الحدود المفتوحة .
إعادة تعريف مفاهيم العمل الصحفي .
التشبيك .
توسيع دائرة النشر .
قياس سريع لرجع الصدى .
إعادة إنتاج المادة
مسار عمل الصحافة الالكترونية
لقد أتاحت شبكة الانترنيت إمكانات وأدوات غير مسبوقة في العمل الصحفي يمكن إيجازها بالاتي :
الأذرع الالكترونية لوسائل الإعلام ( مواقع الصحف والقنوات والمجلات ) : في ظل الاتجاه المتزايد نحو استخدام الانترنيت كوسيلة للإعلام والحصول على الإخبار ومتابعة ما يجري عالميا ، كان من المتعين على الصحف المطبوعة أن تنشئ لنفسها مواقع الكترونية تخاطب بها جمهور الانترنيت الذي يتزايد بصورة كبيرة عالميا ،
الصحف الالكترونية ( بوابات صحفية بلا صحف ورقية ) : في عام 1999 ظهرت عبر الانترنيت موجة ( الدوم كوم ) ، والتي يقصد بها الشركات التي ظهرت وتأسست لكي تعمل عبر الانترنيت فقط دون أن يكون لها نشاط أو وجود مادي على ارض الواقع وظهرت مئات الشركات من هذا النوع في مجالات عديدة شملت السياحة والسفر والتجارة الالكترونية والمجالات العلمية والصناعية وأيضا المجال الإعلامي والصحفي ،
الصحف الالكترونية التلفزيونية ( قنوات المعلومات ) : تعد قنوات المعلومات عبر التلفزيون احد أوجه ظاهرة الصحافة الالكترونية الحديثة التي لا يمكن إغفالها ، حتى وان كانت لا تحظى بنفس القدر من الاهتمام الذي تحظى به أوجه الصحافة الالكترونية المرتبطة عضويا بشبكة الانترنيت ، فهي عمليا تقدم نوعا من الصحافة المقروءة على الشاشة .
الأذرع الالكترونية الصحفية للجهات غير الإعلامية (الأحزاب – المنظمات – الدول) : إن الطابع المفتوح لبيئة العمل الصحفي عبر الانترنيت قد فتح المجال واسعا أمام العديد من الجهات غير الصحفية والإعلامية لكي تمارس بنفسها وبشكل مباشر النشاط الصحفي يشكل أو بآخر .(9)
سمات الصحافة الالكترونية
تعدد الوسائط ،
التفاعل والمشاركة .
التمكين ،
الخدمات المضافة القائمة على السرعة ،
الشخصنة ،
الحدود المفتوحة ،
ويضيف الدكتور محمد علي بدوي في كتابه دراسات سوسيو إعلامية إلى فوائد عدة وفرتها شبكة الانترنيت يمكن للمتصفحين الإفادة منها عبر الصحف الالكترونية ومنها :
إمكانية قراءة الصحف العالمية التي تصدر يوميا فضلا عن المجلات والدوريات العلمية ، والأعمال الأدبية ، والأعمال الدرامية ... الخ ،
الانفتاح على فروع المعرفة المختلفة سواء للمتخصصين أم غيرهم ،
الانفتاح على الثقافات المختلفة ، وبسهولة التواصل بين المجتمعات الإنسانية ، وانية التفاعل بالصوت والصورة والكتابة والحوار ، ونقل المعلومات والوثائق والأفكار ،
إمكانية الوصول إلى الأشخاص والأماكن والمؤسسات بسهل ويسر وتكلفة مادية اقل . ويمكن ويمكن أن تدخل السمات الآتية ضمن خصائص الصحافة الالكترونية وهي :
الحصول على معلومات تجارية واقتصادية وأسعار الأسهم وغيرها ،
الحصول على نشرات فنية مختلفة من جميع أنحاء العالم ،
الوصول إلى معلومات الموسوعات العلمية ،
الحصول على الأخبار من جميع أنحاء العالم .
أخلاقيات الصحافة الالكترونية وحماية حق الإنسان في الخصوصية
تزايدت المطالبة بحماية حق الإنسان في الخصوصية خلال العقد الأخير من القرن العشرين ، وصدرت بعض التهديدات في دول مثل بريطانيا بإصدار قوانين تفرض عقوبات على انتهاك وسائل الإعلام لحق الخصوصية إذا لم تقم تلك الوسائل بتنظيم نفسها ، وإصدار مواثيق أخلاقية تحمي حق الحياة الخاصة ، وتبحث شكاوي المواطنين ضد الصحف لكن من الواضح إن تلك المشكلة قد تزايدت حدتها نتيجة لثورة الاتصال التي أدت إلى وجود أشكال جديدة لاقتحام حياة الناس الخاصة والحصول على الصور والمعلومات.
وقد نصت المادة الرابعة من الإعلان الذي أصدره معهد بوينتر عام 1997 على أن نتعهد نحن محررو الصحف الالكترونية على :
1. أن نكون حساسين تجاه حقوق الإفراد في حماية حياتهم الخاصة عند إنتاج قواعد البيانات .
2. أن نبث المعلومات عن حياة الأفراد الخاصة في حالة أن يكون هناك مصلحة عامة مشروعة تفوق في أهميتها حق الحياة الخاصة .
3. إننا سوف نحترم حقوق الإفراد في
 الخصوصية ، وان لا نقوم بالكشف عن المعلومات الحساسة إذا لم يكن هناك مصلحة عامة مشروعة في ذلك
وإما أخلاقيات الصحافة الالكترونية على نطاق التلاعب بالصور فقد شكلت مشكلة كبيرة بعد أن (( سمحت الكثير من المؤسسات الصحفية في الولايات المتحدة الأمريكية بعمليات التعديل والتغيير والتلاعب الرقمي في الصور ، وهو ما أثار المخاوف من إمكانيات استخدام هذه التقنيات في تصنيع فضائح للأشخاص ، كما أدت إلى تناقص مصداقية الصحافة ووسائل الإعلام
.قدمت الرابطة الأمريكية للصور المتحركة قانونها بمجموعة من المبادئ  والتطبيقات التي يجب الالتزام بها ومن المعايير التي طالبت بها الرابطة هي :
احترام كرامة الإنسان وقيمة الحياة الإنسانية ،
يجب عدم تبرير الشر والخطيئة والجريمة والأعمال الخاطئة
يجب ممارسة كبح تصوير الأنشطة الموجهة ضد المجتمع
يجب عدم إظهار تفصيلات أعمال القسوة والضعف الجسدي والتعذيب والإساءة
يجب عدم تقديم استعراض الجسد البشري بطريقة غير كريمة ومبالغ فيها
يجب عدم تبرير العلاقات الجنسية المريضة وكذلك عدم ابر از المشاهد الجنسية التي تخالف المعايير العامة للكرامة ،
يجب عدم إبراز الكلام والإشارات والحركات الفاحشة
يجب عد الإساءة إلى الدين .
وع انتشار صحافة الانترنيت أظن إنها عدلت من شكل الرسالة لاختلاف المرسل وتنوع المضمون للمستقبل وبالنظر للجدول المرفق تبدو المقارنة :
الأركان الصحافة الورقية الصحافة الالكترونية
الرسالة كانت ذات تجاه واحد كما كانت تتمتع بطابع يميل الى الثبات من حيث القواعد وسبل التناول لغة الانترنيت جعلتها أكثر فاعلية – كما حولت مضمونها من توجهي للرأي العام الى فعل مؤثر ذات فاعلية – كما غيرت من شكل الرسالة وقواعدها فأصبحت أكثر تحرر – فجعلتها قصيرة مباشرة
المرسل هي المؤسسة وكانت صاحبة السيادة في طرح الرأي أحادي الجانب والذي يعبر عن صناع القرار بالمؤسسة .
هناك قاعدة تشير إن الاعلام في الماضي كان يتعامل ب : الكلام مع الناس بما يحبوا ان يسمعوه (( بينما نجد اليوم إن الانترنيت فرض أسلوب أن يكتبوا ما يحبوا . لم تصبح الشريك الوحيد – كما بدأت أو طمست العلاقة بين الرسالة والمرسل وحولتها ، الى علاقة تبادلية بين المرسل والمستقبل في توجيه وتكوين الرسالة من خلال التعليقات – الصحافة الالكترونية عملت على خلق مفهوم المواطن الصحفي الو صحافة المواطن من خلال التعليقات والآراء ، ومع الوقت تنامت الفكرة وبرزت من خلال لغة المدونات .
من هم المرسلون عبر شبكة الانترنيت :- نجد إن المرسل اختلف شكله عبر الشبكة العنكبوتية :
1. مؤسسات إعلامية
2. مؤسسات تجارية
3. جهات حكومية – الحكومة الالكترونية
4. حكومات
5. منظمات
6. أفراد
7. قوى مهمشة
المستقبل وهو الجمهور ولم يكن الدور وكان التأثير عليه أحادي الجانب هناك قاعدة تقول (( الإنسان بدون مرجعية فان مرجعيته الاعلام ))
الإدارة المهيمن الأوحد على الوسيلة والرسالة قلة من هيمنتها وسيطرتها الى حد كبير
الهوامش والمصادر :
1. د. رضا عبد الواجد أمين ، الصحافة الالكترونية ، دار الفجر للنشر والتوزيع ، 2007 ، القاهرة ، ص93 .
2. المصدر نفسه ، ص95 .
3. د. عبد الأمير الفيصل ، الصحافة الالكترونية في الوطن العربي ، دار الشروق للنشر والتوزيع ، عمان ، ص79 .
4. د. ماجد تربان ، الانترنيت والصحافة الالكترونية رؤية مستقبلية ، الدار المصرية اللبنانية ، 2008 ، القاهرة ، ص117-118 .
5. المصدر نفسه ، ص119 .
6. د. محمد عبد الحميد ، الاتصال والإعلام على شبكة الانترنيت ، عالم الكتب ، 2007 ، القاهرة ، ص 151-153 .
7. د. مي العبد الله ، الاتصال والديمقراطية ، دار النهضة العربية ، 2005 ، بيروت - لبنان ، ص219 .
8. د. ماجد تربان ، م.س.ذ ، ص129-140 .
9. الجورنالجي ( موقع كل الجرنالجية في مصر ) نقلا عن ، الصحافة الالكترونية ، جمال غيطاس في المؤتمر الرابع للصحفيين ، 2005 .
10. المصدر السابق .
11. د. محمد علي البدوي ، دراسات سوسيو إعلامية ،دار النهضة العربية ، 2006 ، بيروت – لبنان ، ص261-262 .
12. د. رحيمة الطيب عيساني ، مدخل إلى الإعلام والاتصال ، عالم الكتب الحديث – جدارا للكتاب العالمي ، 2008 ، عمان – الأردن ، ص128 .
13. ا.د سليمان صالح ، ثورة الاتصال وحرية الإعلام ، مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع ، 2007 ، الكويت ، ص307.
14. المصدر السابق ، ص308 .
15. المصدر نفسه ، ص309 .
16. د. صالح أبو إصبع ،الاتصال والإعلام في المجتمعات المعاصرة ، مجدلاوي للنشر والتوزيع ، 2004 ، عمان ، ص101 .